responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 314

واحدة ، ويروى ذلك أيضا عن طاووس وعمر بن عبد العزيز قال الرازي في التفسير الكبير بعد نقله عنهما والذي دعاهما إلى ذلك هو أن قوله تعالى : « أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ » كالعطف على قوله : « أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً » وليس كذلك لأن الأول كان نزوله حال اغتمام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من إيذاء الكفار فكانت حال محنة وضيق صدر ، والثاني يقتضي أن يكون حال النزول منشرح الصدر طيب القلب فأنى يجتمعان انتهى.

وفيه أن المراد بشرح صدره صلى‌الله‌عليه‌وآله في الآية جعله بحيث يسع ما يلقى إليه من الحقائق ولا يضيق بما ينزل عليه من المعارف وما يصيبه من أذى الناس في تبليغها كما سيجيء لا طيب القلب والسرور كما فسره.

ويدل على ذلك ما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقد سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله ـ قلت : أي رب أنه قد كان أنبياء قبلي منهم ـ من سخرت له الريح ـ ومنهم من كان يحيي الموتى. قال : فقال : ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قال : قلت : بلى ـ قال : ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قال : قلت : بلى أي رب. قال : ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قال : قلت : بلى أي رب ، وللكلام تتمة ستوافيك في تفسير سورة الإيلاف إن شاء الله تعالى.

قوله تعالى : « أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ » قال الراغب : أصل الشرح بسط اللحم ونحوه يقال : شرحت اللحم وشرحته ومنه شرح الصدر أي بسطته بنور إلهي وسكينة من جهة الله وروح منه قال تعالى : « رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي » « أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ » « فَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ » انتهى.

وترتب الآيات الثلاث الأول في مضامينها ثم تعليلها بقوله : « فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً » الظاهر في الانطباق على حاله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أوائل دعوته وأواسطها وأواخرها ثم تكرار التعليل ثم تفريع آيتي آخر السورة كل ذلك يشهد على كون المراد بشرح صدره صلى‌الله‌عليه‌وآله بسطه بحيث يسع ما يلقى إليه من الوحي ويؤمر بتبليغه وما يصيبه من المكاره والأذى في الله ، وبعبارة أخرى جعل نفسه المقدسة مستعدة تامة الاستعداد لقبول ما يفاض عليها من جانب الله تعالى.

قوله تعالى : « وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ » الوزر الحمل الثقيل ، وإنقاض الظهر كسره بحيث يسمع له صوت كما يسمع من السرير ونحوه عند استقرار شيء ثقيل

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست