responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 290

احتمال ما كان يكابد من أهل مكة وتعجيب من حالهم في عداوته انتهى.

ثم قال : أو سلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقسم ببلده أن الإنسان لا يخلو من مقاساة الشدائد واعترض بأن وعده فتح مكة تتميما للتسلية والتنفيس عنه فقال : « وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ » يعني وأنت حل به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر إلى آخر ما قال ، ومحصله تفسير الحل بمعنى المحل ضد المحرم ، والمعنى وسنحل لك يوم فتح مكة حينا فنقاتل وتقتل فيه من شئت.

قوله تعالى : « وَوالِدٍ وَما وَلَدَ » لزوم نوع من التناسب والارتباط بين القسم والمقسم عليه يستدعي أن يكون المراد بوالد وما ولد من بينه وبين البلد المقسم به نسبة ظاهرة وينطبق على إبراهيم وولده إسماعيل عليه‌السلام وهما السببان الأصليان لبناء بلدة مكة والبانيان للبيت الحرام قال تعالى : « وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ » البقرة : ١٢٧ وإبراهيم عليه‌السلام هو الذي سأل الله أن يجعل مكة بلدا آمنا قال تعالى : « وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً » إبراهيم : ٣٥. وتنكير « والِدٍ » للتعظيم والتفخيم ، والتعبير بقوله « وَما وَلَدَ » دون أن يقال : ومن ولد ، للدلالة على التعجيب من أمره مدحا كما في قوله : « وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ » آل عمران : ٣٦.

والمعنى وأقسم بوالد عظيم الشأن هو إبراهيم وما ولد من ولد عجيب أمره مبارك أثره وهو إسماعيل ابنه وهما البانيان لهذا البلد فمفاد الآيات الثلاث الإقسام بمكة المشرفة وبالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي هو حل فيها وبإبراهيم وإسماعيل اللذين بنياها.

وقيل : المراد بالوالد إبراهيم وبما ولد جميع أولاده من العرب.

وفيه أن من البعيد أن يقارن الله سبحانه بين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم عليه‌السلام وبين أمثال أبي لهب وأبي جهل وغيرهم من أئمة الكفر فيقسم بهم جميعا في سياق ، وقد تبرأ إبراهيم عليه‌السلام ممن لم يتبعه من بنيه على التوحيد إذ قال فيما حكاه الله : « وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » إبراهيم : ٣٦.

فعلى من يفسر ما ولد بأولاد إبراهيم أن يخصهم بالمسلمين من ذريته كما في دعاء إبراهيم وإسماعيل عند بنائهما الكعبة على ما حكاه الله : « رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا » البقرة : ١٢٨.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست