responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 284

ردع ثان عما يقوله الإنسان في حالي الغنى والفقر ، وقوله : « إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ » إلخ في مقام التعليل للردع ، ومحصل المعنى ليس كما يقوله الإنسان فإنه سيتذكر إذا قامت القيامة إن الحياة الدنيا وما فيها من الغنى والفقر وأضرابهما لم تكن مقصودة بالذات بل كانت ابتلاء وامتحانا من الله تعالى يميز به السعيد من الشقي ويهيئ الإنسان فيها ما يعيش به في الآخرة وقد التبس عليه الأمر فحسبها كرامة مقصودة بالذات فاشتغل بها ولم يقدم لحياته الآخرة شيئا فيتمنى عند ذلك ويقول : يا ليتني قدمت لحياتي ولن يصرف التمني عنه شيئا من العذاب.

قوله تعالى : « وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا » نسبة المجيء إليه تعالى من المتشابه الذي يحكمه قوله تعالى : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ » الشورى : ١١ وما ورد في آيات القيامة من خواص اليوم كتقطع الأسباب وارتفاع الحجب عنهم وظهور أن الله هو الحق المبين.

وإلى ذلك يرجع ما ورد في الروايات أن المراد بمجيئه تعالى مجيء أمره قال تعالى : « وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ » الانفطار : ١٩ ، ويؤيد هذا الوجه بعض التأييد قوله تعالى « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ » البقرة : ٢١٠ إذا انضم إلى قوله : « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ » النحل : ٣٣ وعليه فهناك مضاف محذوف والتقدير جاء أمر ربك أو نسبة المجيء إليه تعالى من المجاز العقلي.

والكلام في نسبة المجيء إلى الملائكة وكونهم صفا صفا كما مر.

قوله تعالى : « وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ » إلى آخر الآية لا يبعد أن يكون المراد بالمجيء بجهنم إبرازها لهم كما في قوله تعالى : « وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى » النازعات : ٣٦ وقوله : « وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ » الشعراء : ٩١ ، وقوله : « لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ » ق : ٢٢.

وقوله : « يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ » أي يتذكر أجلى التذكر أن ما كان يؤتاه في الحياة الدنيا من خير أو شر كان من ابتلاء الله وامتحانه وأنه قصر في أمره ، هذا ما يفيده السياق.

وقوله : « وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى » أي ومن أين له الذكرى كناية عن عدم انتفاعه بها فإن الذكرى إنما تنفع فيما أمكنه أن يتدارك ما فرط فيه بتوبة وعمل صالح واليوم يوم الجزاء لا يوم الرجوع والعمل.

قوله تعالى : « يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي » أي لحياتي هذه وهي الحياة الآخرة أو المراد الحياة الحقيقية وهي الحياة الآخرة على ما نبه تعالى عليه بقوله : « وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست