responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 282

صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما جرت عليه في الأمم الماضين.

قوله تعالى : « فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ » متفرع على ما قبله ، فيه تفصيل حال الإنسان إذا أوتي من نعم الدنيا أو حرم كأنه قيل : إن الإنسان تحت رقوب إلهي يرصده ربه هل يصلح أو يفسد؟ ويبتليه ويمتحنه فيما آتاه من نعمة أو حرمة هذا هو الأمر في نفسه وأما الإنسان فإنه إذا أنعم الله عليه بنعمة حسب أن ذلك إكرام إلهي له أن يفعل بها ما يشاء فيطغى ويكثر الفساد ، وإذا أمسك وقدر عليه رزقه حسب أنه إهانة إلهية فيكفر ويجزع.

فقوله : « فَأَمَّا الْإِنْسانُ » المراد به النوع بحسب الطبع الأولي فاللام للجنس دون الاستغراق.

وقوله : « إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ » أي امتحنه واختبره ، والعامل في الظرف محذوف تقديره كائنا إذا « إلخ » وقيل : العامل فيه « فَيَقُولُ ».

وقوله : « فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ » تفسير للابتلاء ، والمراد بالإكرام والتنعيم الصوريان وإن شئت فقل : الإكرام والتنعيم حدوثا لا بقاء أي أنه تعالى أكرمه وآتاه النعمة ليشكره ويعبده لكنه جعلها نقمة على نفسه تستتبع العذاب.

وقوله : « فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ » أي جعلني على كرامة منه بالنعم التي آتانيها وإن شئت فقل : القدرة والجدة الموهوبتان إكرام وتنعيم حدوثا وبقاء فلي أن أفعل ما أشاء.

والجملة أعني قوله : « فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ » حكاية ما يراه الإنسان بحسب الطبع ، وقول الإنسان : « رَبِّي أَكْرَمَنِ » الظاهر في نسبة التدبير إلى الله سبحانه ـ ولا يقول به الوثنية والمنكرون للصانع ـ مبني على اعترافه بحسب الفطرة به تعالى وإن استنكف عنه لسانا ، وأيضا لرعاية المقابلة مع قوله : « إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ ».

قوله تعالى : « وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ » أي وأما إذا ما امتحنه واختبره فضيق عليه رزقه فيقول ربي أذلني واستخف بي.

ويظهر من مجموع الآيتين أولا حيث كرر الابتلاء وأثبته في صورتي التنعيم والإمساك عنه أن إيتاء النعم والإمساك عنه جميعا من الابتلاء والامتحان الإلهي كما قال : « وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً » الأنبياء : ٣٥ لا كما يراه الإنسان.

وثانيا أن إيتاء النعم بما أنه فضل ورحمة إكرام إن لم يبدلها الإنسان نقما على نفسه.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست