responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 280

وقوله : « وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ » أي يمضي فهو كقوله : « وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ » المدثر : ٣٣ وظاهره أن اللام للجنس فالمراد به مطلق آخر الليل ، وقيل : المراد به ليلة المزدلفة وهي ليلة النحر التي يسري فيها الحاج من عرفات إلى المزدلفة فيجتمع فيها على طاعة الله ثم يغدوا منها إلى منى وهو كما ترى وخاصة على القول بكون المراد بليال عشر هو الليالي العشر الأوائل منها.

وقوله : « هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ » الإشارة بذلك إلى ما تقدم من القسم ، والاستفهام للتقرير ، والمعنى أن في ذلك الذي قدمناه قسما كافيا لمن له عقل يفقه به القول ويميز الحق من الباطل ، وإذا أقسم الله سبحانه بأمر ـ ولا يقسم إلا بما له شرف ومنزلة ـ كان من القول الحق المؤكد الذي لا ريب في صدقه.

وجواب الأقسام المذكورة محذوف يدل عليه ما سيذكر من عذاب أهل الطغيان والكفران في الدنيا والآخرة وثواب النفوس المطمئنة ، وأن إنعامه تعالى على من أنعم عليه وإمساكه عنه فيمن أمسك إنما هو ابتلاء وامتحان.

وحذف الجواب والإشارة إليه على طريق التكنية أوقع وآكد في باب الإنذار والتبشير.

قوله تعالى : « أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ » هم عاد الأولى قوم هود تكررت قصتهم في القرآن الكريم وأشير إلى أنهم كانوا بالأحقاف ، وقد قدمنا ما يتحصل من قصصهم في القرآن الكريم في تفسير سورة هود.

قوله تعالى : « إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ » العماد وجمعه عمد ما يعتمد عليه الأبنية ، وظاهر الآيتين أن إرم كانت مدينة لهم معمورة عديمة النظير ذات قصور عالية وعمد ممددة ، وقد انقطعت أخبار القوم عهدهم وانمحت آثارهم ، فلا سبيل إلى الحصول على تفصيل حالهم تطمئن إليها النفس إلا ما قصة القرآن الكريم من إجمال قصتهم أنهم كانوا بعد قوم نوح قاطنين بالأحقاف وكانوا ذوي بسطة في الخلق أولي قوة وبطش شديد ، وكان لهم تقدم ورقي في المدنية والحضارة لهم بلاد عامرة وأراض خصبة ذات جنات ونخيل وزروع ومقام كريم وقد تقدمت القصة.

وقيل : المراد بإرم قوم عاد ـ وهو في الأصل اسم أبيهم سموا باسم أبيهم كما يقال : قريش ويراد به القرشيون ويطلق إسرائيل ويراد به بنو إسرائيل ـ والمراد بكونهم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست