في السورة ذم
التعلق بالدنيا المتعقب للطغيان والكفران وإيعاد أهله بأشد عذاب الله في الدنيا
والآخرة فتبين أن الإنسان لقصور نظره وسوء فكره يرى أن ما آتاه الله من نعمه من
كرامته على الله وأن ما يتلبس به من الفقر والعدم من هوانه فيطغى ويفسد في الأرض
إذا وجد ويكفر إذا فقد وقد اشتبه عليه الأمر فما يصيبه من القدرة والثروة ومن
الفقر وضيق المعاش امتحان وابتلاء إلهي ليظهر به ما ذا يقدم من دنياه لأخراه.
فليس الأمر على
ما يتوهمه الإنسان ويقوله بل الأمر كما سيتذكره إذا وقع الحساب وحضر العذاب أن ما
أصابه من فقر أو غنى أو قوة أو ضعف كان امتحانا إلهيا وكان يمكنه أن يقدم من يومه
لغده فلم يفعل وآثر العقاب على الثواب فليس ينال الحياة السعيدة في الآخرة إلا
النفس المطمئنة إلى ربها المسلمة لأمره التي لا تتزلزل بعواصف الابتلاءات ولا
يطغيه الوجدان ولا يكفره الفقدان.