responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 274

قوله تعالى : « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ » من النعومة فيكون كناية عن البهجة والسرور الظاهر على البشرة كما قال : « تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ » المطففين : ٢٤ ، أو من النعمة أي متنعمة. قيل : ولم يعطف على قوله : « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ » إشارة إلى كمال البينونة بين حالي الفريقين.

قوله تعالى : « لِسَعْيِها راضِيَةٌ » اللام للتقوية ، والمراد بالسعي سعيها في الدنيا بالعمل الصالح ، والمعنى رضيت سعيها وهو عملها الصالح حيث جوزيت به جزاء حسنا.

قوله تعالى : « فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ ـ إلى قوله ـ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ » المراد بعلوها ارتفاع درجاتها وشرفها وجلالتها وغزارة عيشها فإن فيها حياة لا موت معها ، ولذة لا ألم يشوبها وسرورا لا غم ولا حزن يداخله لهم فيها فوق ما يشاءون.

وقوله : « لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً » أي لا تسمع تلك الوجوه في الجنة كلمة ساقطة لا فائدة فيها.

وقوله : « فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ » المراد بالعين جنسها فقد عد تعالى فيها عيونا في كلامه كالسلسبيل والشراب الطهور وغيرهما.

وقوله : « فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ » السرر جمع سرير وفي ارتفاعها جلالة القاعد عليها ، « وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ » الأكواب جمع كوب وهو الإبريق لا خرطوم له ولا عروة يتخذ فيه الشراب « وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ » النمارق جمع نمرقة وهي الوسادة وكونها مصفوفة وضعها في المجلس بحيث يتصل بعضها ببعض على هيئة المجالس الفاخرة في الدنيا « وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ » الزرابي جمع زريبة مثلثة الزاي وهي البساط الفاخر وبثها بسطها للقعود عليها.

قوله تعالى : « أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ » بعد ما فرغ من وصف الغاشية وبيان حال الفريقين ، المؤمنين والكفار عقبه بإشارة إجمالية إلى التدبير الربوبي الذي يفصح عن ربوبيته تعالى المقتضية لوجوب عبادته ولازم ذلك حساب الأعمال وجزاء المؤمن بإيمانه والكافر بكفره والظرف الذي فيه ذلك هو الغاشية.

وقد دعاهم أولا أن ينظروا إلى الإبل كيف خلقت؟ وكيف صور الله سبحانه أرضا عادمة للحياة فاقدة للشعور بهذه الصورة العجيبة في أعضائها وقواها وأفاعيلها فسخرها لهم ينتفعون من ركوبها وحملها ولحمها وضرعها وجلدها ووبرها حتى بولها وبعرتها فهل هذا كله توافق اتفاقي غير مطلوب بحياله.؟

وتخصيص الإبل بالذكر من جهة أن السورة مكية وأول من تتلى عليهم الإعراب

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست