responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 269

نعيا عليهم كأنه قيل : افعل ما أمرت به لتوجر وإن لم ينتفعوا به.

وفيه أنه يرده قوله تعالى بعده بلا فصل : « سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى ».

قوله تعالى : « سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى » أي سيتذكر ويتعظ بالقرآن من في قلبه شيء من خشية الله وخوف عقابه.

قوله تعالى : « وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى » الضمير للذكرى والمراد بالأشقى بقرينة المقابلة من ليس في قلبه شيء من خشية الله تعالى ، وتجنب الشيء التباعد عنه ، والمعنى وسيتباعد عن الذكرى من لا يخشى الله.

قوله تعالى : « الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى » الظاهر أن المراد بالنار الكبرى نار جهنم وهي نار كبري بالقياس إلى نار الدنيا ، وقيل : المراد بها أسفل دركات جهنم وهي أشدها عذابا.

قوله تعالى : « ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى » ثم للتراخي بحسب رتبة الكلام ، والمراد من نفي الموت والحياة عنه معا نفي النجاة نفيا مؤبدا فإن النجاة بمعنى انقطاع العذاب بأحد أمرين إما بالموت حتى ينقطع عنه العذاب بانقطاع وجوده وإما يتبدل صفة الحياة من الشقاء إلى السعادة ومن العذاب إلى الراحة فالمراد بالحياة في الآية الحياة الطيبة على حد قولهم في الحرض : لا حي فيرجى ولا ميت فينسى.

قوله تعالى : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى » التزكي هو التطهر والمراد به التطهر من ألواث التعلقات الدنيوية الصارفة عن الآخرة بدليل قوله بعد « بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا » إلخ ، والرجوع إلى الله بالتوجه إليه تطهر من الإخلاد إلى الأرض ، والإنفاق في سبيل الله تطهر من لوث التعلق المالي حتى أن وضوء الصلاة تمثيل للتطهر عما كسبته الوجوه والأيدي والأقدام.

وقوله : « وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى » الظاهر أن المراد بالذكر الذكر اللفظي ، وبالصلاة التوجه الخاص المشروع في الإسلام.

والآيتان بحسب ظاهر مدلولهما على العموم لكن ورد في المأثور عن أئمة أهل البيت عليه‌السلام أنهما نزلتا في زكاة الفطر وصلاة العيد وكذا من طرق أهل السنة.

قوله تعالى : « بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا » إضراب بالخطاب لعامة الناس على ما يدعو إليه طبعهم البشري من التعلق التام بالدنيا والاشتغال بتعميرها ، والإيثار

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست