responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 253

وفي إضافة البطش إلى الرب وإضافة الرب إلى الكاف تطييب لنفس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالتأييد والنصر ، وإشارة إلى أن لجبابرة أمته نصيبا من الوعيد المتقدم.

قوله تعالى : « إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ » المقابلة بين المبدئ والمعيد يعطي أن المراد بالإبداء البدء ، والافتتاح بالشيء ، قالوا : ولم يسمع من العرب الإبداء لكن القراءة ذلك وفي بعض القراءات الشاذة يبدأ بفتح الياء والدال.

وعلى أي حال فالآية تعليل لشدة بطشه تعالى وذلك أنه تعالى مبدئ يوجد ما يريده من شيء إيجادا ابتدائيا من غير أن يستمد على ذلك من شيء غير نفسه ، وهو تعالى يعيد كل ما كان إلى ما كان وكل حال فاتته إلى ما كانت عليه قبل الفوت فهو تعالى لا يمتنع عليه ما أراد ولا يفوته فائت زائل وإذ كان كذلك فهو القادر على أن يحمل على العبد المتعدي حده ، من العذاب ما هو فوق حده ووراء طاقته ويحفظه على ما هو عليه ليذوق العذاب قال تعالى : « وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها » فاطر : ٣٦.

وهو القادر على أن يعيد ما أفسده العذاب إلى حالته الأولى ليذوق المجرم بذلك العذاب من غير انقطاع قال تعالى : « إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ » النساء : ٥٦.

وبهذا البيان يتضح :

أولا : أن سياق قوله : « إِنَّهُ هُوَ » إلخ يفيد القصر أي إن إبداع الوجود وإعادته لله سبحانه وحده إذ الصنع والإيجاد ينتهي إليه تعالى وحده.

وثانيا : أن حدود الأشياء إليه تعالى ولو شاء أن لا يحد لم يحدا وبدل حدا من آخر فهو الذي حد العذاب والفتنة في الدنيا بالموت والزوال ولو لم يشأ لم يحد كما في عذاب الآخرة.

وثالثا : أن المراد من شدة البطش ـ وهو الأخذ بعنف ـ أن لا دافع لأخذه ولا راد لحكمه كيفما حكم إلا أن يحول بين حكمه ومتعلقه حكم آخر منه يقيد الأول.

قوله تعالى : « وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ » أي كثير المغفرة والمودة ناظر إلى وعد المؤمنين كما أن قوله : « إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ » إلخ ناظر إلى وعيد الكافرين.

قوله تعالى : « ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ » العرش عرش الملك ، وذو العرش كناية عن الملك أي هو ملك له أن يتصرف في مملكته كيفما تصرف ويحكم بما شاء والمجيد

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست