responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 191

مما يتغذى به الحيوان والإنسان فالظاهر أن المراد بالمرعى مطلق النبات الذي يتغذى به الحيوان والإنسان كما يشعر به قوله : « مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ » لا ما يختص بالحيوان كما هو الغالب في استعماله.

وقوله : « وَالْجِبالَ أَرْساها » أي أثبتها على الأرض لئلا تميد بكم وادخر فيها المياه والمعادن كما ينبئ عنه سائر كلامه تعالى.

وقوله : « مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ » أي خلق ما ذكر من السماء والأرض ودبر ما دبر من أمرهما ليكون متاعا لكم ولأنعامكم التي سخرها لكم تتمتعون به في حياتكم فهذا الخلق والتدبير الذي فيه تمتيعكم يوجب عليكم معرفة ربكم وخوف مقامه وشكر نعمته فهناك يوم تجزون فيه بما عملتم في ذلك إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا كما أن هذا الخلق والتدبير أشد من خلقكم فليس لكم أن تستبعدوا خلقكم ثانيا وتستصعبوه عليه تعالى.

قوله تعالى : « فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى » في المجمع : والطامة العالية الغالبة يقال : هذا أطم من هذا أي أعلى منه ، وطم الطائر الشجرة أي علاها وتسمى الداهية التي لا يستطاع دفعها طامة. انتهى ، فالمراد بالطامة الكبرى القيامة لأنها داهية تعلو وتغلب كل داهية هائلة ، وهذا معنى اتصافها بالكبرى وقد أطلقت إطلاقا.

وتصدير الجملة بفاء التفريع للإشارة إلى أن مضمونها أعني مجيء القيامة من لوازم خلق السماء والأرض وجعل التدبير الجاري فيهما المترتبة على ذلك كما تقدمت الإشارة إليه.

قوله تعالى : « يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى » ظرف لمجيء الطامة الكبرى ، والسعي هو العمل بجد.

قوله تعالى : « وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى » التبريز الإظهار ومفعول « يَرى » منسي معرض عنه والمراد بمن يرى من له بصر يرى به ، والمعنى وأظهرت الجحيم بكشف الغطاء عنها لكل ذي بصر فيشاهدونها مشاهدة عيان.

فالآية في معنى قوله تعالى : « لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ » ق : ٢٢ غير أن آية ق أوسع معنى.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست