نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 172
وقيل : المراد
به جبريل ، وقيل : أرواح الناس وقيامها مع الملائكة صفا إنما هو بين النفختين قبل
أن تلج الأجساد ، وقيل : القرآن والمراد من قيامه ظهور آثاره يومئذ من سعادة
المؤمنين به وشقاوة الكافرين.
ويدفعها أن هذه
الثلاثة وإن أطلق على كل منها الروح في كلامه تعالى لكنه مع التقييد كقوله : « وَنَفَخْتُ فِيهِ
مِنْ رُوحِي » الحجر : ٢٩ ، وقوله : « نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
» الشعراء : ١٩٣ ، وقوله
: « قُلْ نَزَّلَهُ
رُوحُ الْقُدُسِ » النحل : ١٠٢ ، وقوله : « فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا
» مريم : ١٧ ، وقوله : « وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا
إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا » الشورى : ٥٢ والروح في الآية التي نحن فيها مطلق ، على
أن في القولين الأخيرين تحكما ظاهرا.
و « صَفًّا » حال من الروح والملائكة وهو مصدر أريد به اسم الفاعل
أي حال كونهم صافين ، وربما استفيد من مقابلة الروح للملائكة أن الروح وحده صف
والملائكة جميعا صف.
وقوله : « لا يَتَكَلَّمُونَ » بيان لقوله : « لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً » وضمير الفاعل لأهل الجمع من الروح والملائكة والإنس
والجن على ما يفيده السياق.
وقيل : الضمير
للروح والملائكة ، وقيل : للناس ووقوع « لا يَمْلِكُونَ » بما مر من معناه و « لا يَتَكَلَّمُونَ » في سياق واحد لا يلائم شيئا من القولين.
وقوله : « إِلَّا مَنْ أَذِنَ
لَهُ الرَّحْمنُ » بدل من ضمير الفاعل في «
لا يَتَكَلَّمُونَ » أريد به بيان من له أن يتكلم منهم يومئذ بإذن الله فالجملة في معنى قوله
: « يَوْمَ
يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
» هود : ١٠٥ على ظاهر
إطلاقه.
وقوله : « وَقالَ صَواباً » أي قال قولا صوابا لا يشوبه خطأ وهو الحق الذي لا
يداخله باطل ، والجملة في الحقيقة قيد للإذن كأنه قيل : إلا من أذن له الرحمن ولا
يأذن إلا لمن قال صوابا فالآية في معنى قوله تعالى : « وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ
دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
» الزخرف : ٨٦.
وقيل : « إِلَّا مَنْ أَذِنَ » إلخ استثناء ممن يتكلم فيه والمراد بالصواب التوحيد
وقول لا إله إلا الله والمعنى لا يتكلمون في حق أحد إلا في حق شخص أذن له الرحمن
وقال
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 172