نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 149
فقوله : « فَإِذَا النُّجُومُ
طُمِسَتْ » أي محي أثرها
من النور وغيره ، والطمس إزالة الأثر بالمحو قال تعالى : « وَإِذَا النُّجُومُ
انْكَدَرَتْ » التكوير : ٢.
وقوله : « وَإِذَا السَّماءُ
فُرِجَتْ » أي انشقت ، والفرج
والفرجة الشق بين
الشيئين قال تعالى : «
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ » الانشقاق : ١.
وقوله : « وَإِذَا الْجِبالُ
نُسِفَتْ » أي قلعت
وأزيلت من قولهم : نسفت الريح الشيء أي اقتلعته وأزالته قال تعالى : « وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً
» طه : ١٠٥.
وقوله : « وَإِذَا الرُّسُلُ
أُقِّتَتْ» أي عين لها الوقت الذي تحضر فيه للشهادة على الأمم أو بلغت الوقت الذي
تنتظره لأداء شهادتها على الأمم من التأقيت بمعنى التوقيت ، قال تعالى : « فَلَنَسْئَلَنَّ
الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ
» الأعراف : ٦ ، وقال :
« يَوْمَ
يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ
» المائدة : ١٠٩.
قوله
تعالى : «
لِأَيِّ
يَوْمٍ أُجِّلَتْ ـ إلى قوله ـ لِلْمُكَذِّبِينَ
»
الأجل المدة المضروبة للشيء
، والتأجيل جعل الأجل للشيء ، ويستعمل في لازمه وهو التأخير كقولهم
: دين مؤجل أي له مدة بخلاف الحال وهذا المعنى هو الأنسب للآية ، والضمير في « أُجِّلَتْ » للأمور المذكورة قبلا من طمس النجوم وفرج السماء ونسف
الجبال وتأقيت الرسل ، والمعنى لأي يوم أخرت يوم أخرت هذه الأمور.
واحتمل أن يكون
« أُجِّلَتْ
» بمعنى ضرب
الأجل للشيء وأن يكون الضمير المقدر فيه راجعا إلى الرسل ، أو إلى ما يشعر به
الكلام من الأمور المتعلقة بالرسل مما أخبروا به من أحوال الآخرة وأهوالها وتعذيب
الكافرين وتنعيم المؤمنين فيها ، ولا يخلو كل ذلك من خفاء.
وقد سيقت الآية
والتي بعدها أعني قوله : «
لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ لِيَوْمِ الْفَصْلِ » في صورة الاستفهام وجوابه للتعظيم والتهويل والتعجيب
وأصل المعنى أخرت هذه الأمور ليوم الفصل.
وهذا النوع من
الجمل الاستفهامية في معنى تقدير القول ، والمعنى أن من عظمة هذا اليوم وهوله
وكونه عجبا أنه يسأل فيقال : لأي يوم أخرت هذه الأمور العظيمة الهائلة العجيبة
فيجاب : ليوم الفصل.
وقوله : « لِيَوْمِ الْفَصْلِ » هو يوم الجزاء الذي فيه فصل القضاء قال تعالى : « إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ
بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
» الحج : ١٧.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 149