responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 127

بأيدي الكفار أو المحبوس أو المملوك من العبيد أو الزوجة كل ذلك تكلف من غير دليل يدل عليه.

والذي يجب أن يتنبه له أن سياق هذه الآيات سياق الاقتصاص تذكر قوما من المؤمنين تسميهم الأبرار وتكشف عن بعض أعمالهم وهو الإيفاء بالنذر وإطعام مسكين ويتيم وأسير وتمدحهم وتعدهم الوعد الجميل.

فما تشير إليه من القصة سبب النزول ، وليس سياقها سياق فرض موضوع وذكر آثارها الجميلة ، ثم الوعد الجميل عليها ، ثم إن عد الأسير فيمن أطعمه هؤلاء الأبرار نعم الشاهد على كون الآيات مدنية فإن الأسر إنما كان بعد هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وظهور الإسلام على الكفر والشرك لا قبلها.

قوله تعالى : « إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً » وجه الشيء هو ما يستقبل به غيره ، ووجهه تعالى صفاته الفعلية الكريمة التي يفيض بها الخير على خلقه من الخلق والتدبير والرزق وبالجملة الرحمة العامة التي بها قيام كل شيء ، ومعنى كون العمل لوجه الله على هذا كون الغاية في العمل هي الاستفاضة من رحمة الله وطلب مرضاته بالاقتصار على ذلك والإعراض عما عند غيره من الجزاء المطلوب ، ولذا ذيلوا قولهم : « إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ » بقولهم « لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ».

ووراء ذلك صفاته الذاتية الكريمة التي هي المبدأ لصفاته الفعلية ولما يترتب عليها من الخير في العالم ، ومرجع كون العمل لوجه الله على هذا هو الإتيان بالعمل حبا لله لأنه الجميل على الإطلاق ، وإن شئت فقل : عبادته تعالى لأنه أهل للعبادة.

وابتغاء وجه الله بجعله غاية داعية في الأعمال مذكور في مواضع من كلامه تعالى كقوله : « وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ » الكهف : ٢٨ ، وقوله : « وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ » البقرة : ٢٧٢ ، وفي هذا المعنى قوله : « وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » البينة : ٥ ، وقوله : « فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » المؤمن : ٦٥ ، وقوله : « أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ » الزمر : ٣.

وقوله : « لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً » الجزاء مقابلة العمل بما يعادله إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا ، ويعم الفعل والقول لكن المراد به في الآية بقرينة مقابلته الشكور مقابلة إطعامهم عملا لا لسانا.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 20  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست