نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 113
العبوس والظن بالعلم و «
فاقِرَةٌ » صفة محذوفة
الموصوف أي فعله فاقرة ، والفاقرة من فقره إذا أصاب فقار ظهره ، وقيل : من فقرت البعير إذا
وسمت أنفه بالنار.
والمعنى :
ووجوه يومئذ شديدة العبوس تعلم أنه يفعل بها فعلة تقصم ظهورها أو تسم أنوفها
بالنار ، واحتمل أن يكون تظن خطابا للنبي صلىاللهعليهوآله بما أنه سامع والظن بمعناه المعروف.
قوله
تعالى : « كَلَّا إِذا بَلَغَتِ
التَّراقِيَ » ردع عن حبهم العاجلة وإيثارها على الآخرة كأنه قيل : ارتدعوا عن ذلك فليس
يدوم عليكم وسينزل عليكم الموت فتساقون إلى ربكم وفاعل « بَلَغَتِ » محذوف يدل عليه السياق كما في قوله تعالى : « فَلَوْ لا إِذا
بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ » الواقعة : ٨٣ والتقدير إذا بلغت النفس التراقي.
والتراقي العظام المكتنفة للنحر عن يمين وشمال جمع ترقوة ،
والمعنى ظاهر.
قوله
تعالى : « وَقِيلَ مَنْ راقٍ » اسم فاعل من الرقى أي قال من حضره من أهله وأصدقائه من
يرقيه ويشفيه؟ كلمة يأس ، وقيل : المعنى قال بعض الملائكة لبعض : من يرقى بروحه من
الملائكة أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب.؟
قوله
تعالى : « وَظَنَّ أَنَّهُ
الْفِراقُ » أي وعلم الإنسان المحتضر من مشاهدة هذه الأحوال أنه مفارقته للعاجلة التي
كان يحبها ويؤثرها على الآخرة.
قوله
تعالى : «وَالْتَفَّتِ
السَّاقُ بِالسَّاقِ » ظاهره أن المراد به التفاف ساق المحتضر بساقه ببطلان الحياة السارية في
أطراف البدن عند بلوغ الروح التراقي.
وقيل : المراد
به التفاف شدة أمر الآخرة بأمر الدنيا ، وقيل : التفاف حال الموت بحال الحياة ،
وقيل : التفاف ساق الدنيا وهي شدة كرب الموت بساق الآخرة وهي شدة هول المطلع.
ولا دليل من
جهة اللفظ على شيء من هذه المعاني نعم من الممكن أن يقال : إن المراد بالتفاف
الساق بالساق غشيان الشدائد وتعاقبها عليه واحدة بعد أخرى من حينه ذلك إلى يوم
القيامة فينطبق على كل من المعاني.
قوله
تعالى : « إِلى رَبِّكَ
يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ » المساق مصدر ميمي بمعنى السوق ، والمراد بكون السوق يومئذ إليه
تعالى أنه الرجوع إليه ، وعبر بالمساق للإشارة إلى أن لا خيرة للإنسان في هذا
المسير ولا مناص له عنه فهو مسوق مسير من يوم موته وهو قوله ، « إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ
الْمَساقُ » حتى يرد على ربه يوم القيامة وهو قوله : « إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ »
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 113