وقوله : « وَلَوْ أَلْقى
مَعاذِيرَهُ » المعاذير جمع معذرة وهي ذكر موانع تقطع عن الفعل المطلوب ،
والمعنى هو ذو بصيرة على نفسه ولو جادل عن نفسه واعتذر بالمعاذير لصرف العذاب
عنها.
وقيل :
المعاذير جمع معذار وهو الستر ، والمعنى وإن أرخى الستور ليخفي ما عمل فإن نفسه
شاهدة عليه ومآل الوجهين واحد.
(
بحث روائي )
في تفسير القمي
في قوله تعالى : « وَلا
أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ » قال : نفس آدم التي عصت فلامها الله عز وجل.
أقول : وفي
انطباقها على الآية خفاء.
وفيه في قوله :
« بَلْ
يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ » قال : يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول : سوف أتوب.
وفيه في قوله :
« فَإِذا
بَرِقَ الْبَصَرُ » قال : يبرق البصر فلا يقدر أن يطرف.
وفيه في قوله
تعالى : « بَلِ
الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ـ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ » قال : يعلم ما صنع وإن اعتذر.
وفي الكافي ،
بإسناده عن عمر بن يزيد قال : إني لأتعشى مع أبي عبد الله عليهالسلام وتلا هذه الآية «
بَلِ الْإِنْسانُ
عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ » ، ثم قال : يا أبا حفص ما يصنع الإنسان ـ أن يعتذر إلى
الناس بخلاف ما يعلم الله منه؟ إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول : من أسر سريرة ألبسه الله رداها ـ إن خيرا
فخير وإن شرا فشر.
وفي المجمع ،
وروى العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس إذا
رجع إلى نفسه يعلم أنه
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 20 صفحه : 107