نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 60
( بيان )
سياق الآيات الشريفة يدل على انها نازلة
دفعة واحدة ، وقد سيق الكلام فيها لبيان غرض واحد وهو تشريع القتال لاول مرة مع
مشركي مكة ، فإن فيها تعرضا لاخراجهم من حيث أخرجوا المؤمنين ، وللفتنة ، وللقصاص
، والنهي عن مقاتلتهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوا عنده ، وكل ذلك امور مربوطة
بمشركي مكة ، على انه تعالى قيد القتال بالقتال في قوله : وقاتلوا في سبيل الله
الذين يقاتلونكم ، وليس معناه
الاشتراط أي قاتلوهم ان قاتلوكم وهو ظاهر ، ولا قيدا احترازيا ، والمعنى قاتلوا
الرجال دون النساء والولدان الذين لا يقاتلونكم كما ذكره بعضهم ، إذ لا معنى لقتال
من لا يقدر على القتال حتى ينهى عن مقاتلته ، ويقال : لا تقاتله بل انما الصحيح
النهى عن قتله دون قتاله.
بل الظاهر ان الفعل اعني يقاتلونكم ،
للحال والوصف للاشارة ، والمراد به الذين حالهم حال القتال مع المؤمنين وهم مشركوا
مكة.
فمساق هذه الآيات مساق قوله تعالى : اذن للذين يقاتلون
بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن
يقولوا ربنا الله )
الحج ـ ٤٠ ، إذن ابتدائي للقتال مع المشركين المقاتلين من غير شرط.
على ان الآيات الخمس جميعا متعرضة لبيان
حكم واحد بحدوده وأطرافه ولوازمه فقوله تعالى : وقاتلوا في سبيل الله
، لاصل الحكم ، وقوله تعالى : لا
تعتدوا الخ ، تحديد له من حيث الانتظام ،
وقوله تعالى : واقتلوهم
( الخ ) تحديد له من حيث التشديد ، و قوله تعالى : ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام
( الخ ) ، تحديد له من حيث المكان ، و قوله تعالى : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة
( الخ ) تحديد له من حيث الامد والزمان ، وقوله تعالى : الشهر الحرام
( الخ ) ، بيان ان هذا الحكم تشريع للقصاص في القتال والقتل ومعاملة بالمثل معهم ،
وقوله تعالى : وأنفقوا
، إيجاب لمقدمته المالية وهو الانفاق للتجهيز والتجهز ، فيقرب ان يكون نزول مجموع
الآيات الخمس لشأن واحد من غير أن ينسخ بعضها بعضا كما احتمله بعضهم ، ولا ان تكون
نازلة في شؤون متفرقه كما
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 60