responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 445

إلى التشديد على الانسان جزائا لتمرده عن التكاليف السهلة بتبديلها مما يشق عليه ويحترج منه ، فإن ذلك ليس من التكليف المنفي عنه تعالى غير الجائز عند العقل لانها مما اختاره الانسان لنفسه بسوء اختياره فلا محذور في توجيهه إليه.

قوله تعالى : ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطانا ، لما قالوا في مقام اجابة الدعوة سمعنا وأطعنا وهو قول ينبئ عن الاجابة المطلقة من غير تقييد ثم التفتوا إلى ما عليه وجودهم من الضعف والفتور ، والتفتوا أيضا إلى ما آل إليه ، امر الذين كانوا من قبلهم وقد كانوا أمما امثالهم استرحموا ربهم وسألوه ان لا يعاملهم معاملة من كان قبلهم من المؤاخذة والحمل والتحميل لانهم علموا بما علمهم الله ان لاحول ولا قوة إلا بالله ، وان لا عاصم من الله إلا رحمته.

والنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن كان معصوما من الخطأ والنسيان لكنه إنما يعتصم بعصمة الله ويصان به تعالى فصح له ان يسأل ربه ما لا يأمنه من نفسه ، ويدخل نفسه لذلك في زمرة المؤمنين.

قوله تعالى : ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، الاصر هو الثقل على ما قيل ، وقيل هو حبس الشئ بقهره ، وهو قريب من المعنى الاول فإن في الحبس حمل الشئ على ما يكرهه ويثقل عليه.

والمراد بالذين من قبلنا : هم أهل الكتاب وخاصة اليهود على ماتشير السورة إلى كثير من قصصهم ، وعلى ما يشير إليه قوله تعالى ، ( ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم ) الاعراف ـ ١٥٧.

قوله تعالى : ربنا ولا تحملنا مالا طاقه لنا به ، المراد بما لا طاقة لنا به ليس هو التكليف الابتدائي بما لا يطاق ، إذ قد عرفت ان العقل لا يجوزه أبدا ، وان كلامه تعالى أعني ما حكاه بقوله : وقالوا سمعنا وأطعنا يدل على خلافه بل المراد به جزاء السيئات الواصلة إليهم من تكليف شاق لا يتحمل عادة ، أو عذاب نازل ، أو رجز مصيب كالمسخ ونحوه.

قوله تعالى : واعف عنا واغفر لنا وارحمنا ، العفو محو أثر الشئ ، والمغفرة ستره ، والرحمة معروفة ، وأما بحسب المصداق فاعتبار المعاني اللغوية يوجب ان يكون سوق الجمل الثلاث من قبيل التدرج من الفرع إلى الاصل ، وبعبارة أخرى من الاخص

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست