نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 435
الامتنان بتعليم
شرائع الدين ومسائل الحلال والحرام.
وما قيل : إن قوله : واتقوا الله
ويعلمكم الله يدل على أن التقوى سبب للتعليم الالهي ، فيه أنه وان كان حقا يدل
عليه الكتاب والسنة ، لكن هذه الآية بمعزل عن الدلالة عليه لمكان واو العطف ، على
أن هذا المعنى لا يلائم سياق الآية وارتباط ذيلها بصدرها.
ويؤيد ما ذكرنا تكرار لفظ الجلالة ثانيا
فانه لو لاكون قوله ويعلمكم الله ، كلاما مستأنفا كان مقتضى السياق ان يقال :
يعلمكم بإضمار الفاعل ، ففي قوله تعالى : واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ،
أظهر الاسم اولا وثانيا لوقوعه في كلامين مستقلين ، وأظهر ثالثا ليدل به على
التعليل ، كأنه قيل : هو بكل شيء عليم لانه الله.
واعلم : ان الآيتين تدلان على ما يقرب
من عشرين حكما من أصول أحكام الدين والرهن وغيرهما ، والاخبار فيها وفيما يتعلق
بها كثيرة لكن البحث عنها راجع إلى الفقه ، ولذلك آثرنا الاغماض عن ذلك فمن أراد
البحث عنها فعليه بمظانه من الفقه.
قوله
تعالى :لله ما في السموات وما في الارض ،
كلام يدل على ملكه تعالى لعالم الخلق مما في السموات والارض ، وهو توطئة لقوله
بعده : وإن تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ، أي إن له ما في السموات
والارض ومن جملتها أنتم وأعمالكم وما اكتسبتها نفوسكم ، فهو محيط بكم مهيمن على
اعمالكم لا يتفاوت عنده كون أعمالكم بادية ظاهرة ، أو خافية مستورة فيحاسبكم
عليها.
وربما استظهر من الآية : كون السماء
مسانخا لاعمال القلوب وصفات النفس فما في النفوس هو مما في السموات ، ولله ما في
السموات كما ان ما في النفوس إذا أبدي بعمل الجوارح كان مما في الارض ، ولله ما في
الارض فما انطوى في النفوس سواء أبدى أو أظهر مملوك لله محاط له سيتصرف فيه
بالمحاسبة.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 435