الآيات مشتملة على معنى التوحيد ولذلك
كانت غير خالية عن الارتباط بما قبلها من الآيات فمن المحتمل أن تكون نازلة معها.
قوله
تعالى :ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه
، المحاجة إلقاء الحجة قبال الحجة لاثبات المدعي أو لابطال ما يقابله ، واصل الحجة
هو القصد ، غلب استعماله فيما يقصد به اثبات دعوى من الدعاوي ، وقوله : في ربه
متعلق بحاج ، والضمير لابراهيم كما يشعر به قوله تعالى فيما بعد : قال ابراهيم ربي الذي
يحيى ويميت ، وهذا الذي حاج
ابراهيم عليهالسلام في ربه هو
الملك الذي كان يعاصره وهو نمرود من ملوك بابل على ما يذكره التاريخ والرواية.
وبالتأمل في سياق الآية ، والذي جرى
عليه الامر عند الناس ولا يزال يجري عليه يعلم معنى هذه المحاجة التي ذكرها الله
تعالى في هذه الآية ، والموضوع الذي وقعت فيه محاجتهما.
بيان ذلك : ان الانسان لا يزال خاضعا
بحسب الفطرة للقوى المستعلية عليه ، المؤثرة فيه ، وهذا مما لا يرتاب فيه الباحث
عن اطوار الامم الخالية المتأمل في
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 348