responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 34

النازلة في هذا الباب كقوله تعالى : قل ما يعبؤ بكم ربي لو لا دعائكم ) الفرقان ـ ٧٧ ، وقوله تعالى : قل أرايتم إن أتيكم عذاب الله بغتة أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما كنتم تشركون ) الانعام ـ ٤١ ، وقوله تعالى : قل من ينجيكم في ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ) الانعام ـ ٦٤ ، فالآيات دالة على أن للانسان دعاء غريزيا وسؤالا فطريا يسأل به ربه ، غير انه إذا كان في رخاء ورفاه تعلقت نفسه بالاسباب فأشركها لربه ، فالتبس عليه الامر وزعم أنه لا يدعو ربه ولا يسأل عنه ، مع انه لا يسأل غيره فإنه على الفطرة ولا تبديل لخلق الله تعالى ، ولما وقع الشدة وطارت الاسباب عن تأثيرها وفقدت الشركاء والشفعاء تبين له ان لا منجح لحاجته ولا مجيب لمسألته إلا الله ، فعاد إلى توحيده الفطري ونسي كل سبب من الاسباب ، ووجه وجهه نحو الرب الكريم فكشف شدته وقضى حاجته واظله بالرخاء ، ثم إذا تلبس به ثانيا عاد إلى ما كان عليه أولا من الشرك والنسيان.

وكقوله تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) المؤمن ـ ٦٠ ، والآية تدعو إلى الدعاء وتعد بالاجابة وتزيد على ذلك حيث تسمي الدعاء عبادة بقولها : عن عبادتي أي عن دعائي ، بل تجعل مطلق العبادة دعاء حيث انها تشتمل الوعيد على ترك الدعاء بالنار والوعيد بالنار انما هو على ترك العبادة رأسا لا على ترك بعض اقسامه دون بعض فأصل العبادة دعاء فافهم ذلك.

وبذلك يظهر معنى آيات اخر من هذا الباب كقوله تعالى : فأدعوا الله مخلصين له الدين ) المؤمن ـ ١٤ ، وقوله تعالى : وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من ) المحسنين الاعراف ـ ٥٦ ، وقوله تعالى : ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) الانبياء ـ ٩٠ ، وقوله تعالى : ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين) الاعراف ـ ٥٥ ، وقوله تعالى : إذ نادى ربه نداء خفيا ، إلى قوله ، ولم أك بدعائك ربي شقيا ) مريم ـ ٤ ، وقوله تعالى : ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله ) الشورى ـ ٢٦ ، إلى غير ذلك من الآيات المناسبة ، وهي تشتمل على

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست