نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 297
عملوا بالمعاصي ،
وغيروا دين الله ، وعتوا عن أمر ربهم ، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهيهم فلم يطيعوه ،
وروي أنه أرميا النبي على نبينا وآله و عليهالسلامفسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط ، فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارههم
وأموالهم ، واستعبد نسائهم ، ففزعوا إلى نبيهم ، وقالوا : سل الله أن يبعث لنا
ملكا نقاتل في سبيل الله وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت ، والملك والسلطان في
بيت آخر ، ولم يجمع الله النبوة والملك في بيت واحد ، فمن أجل ذلك قالوا لنبي لهم
ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ، فقال لهم نبيهم : هل عسيتم إن كتب عليكم
القتال أن لا تقاتلوا؟ فقالوا : وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من
ديارنا وأبنائنا ، فكان كما قال الله : فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا
منهم والله عليم بالظالمين ، فقال لهم نبيهم : إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ،
فغضبوا من ذلك وقالوا : أني يكون له الملك علينا؟ ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة
من المال ، وكانت النبوة في بيت لاوي ، والملك في بيت يوسف ، وكان طالوت من ولد
ابنيامين أخي يوسف لامه وأبيه ، ولم يكن من بيت النبوة ولامن بيت المملكة فقال لهم
نبيهم : إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء
والله واسع عليم ، وكان أعظمهم جسما وكان قويا وكان أعلمهم ، إلا أنه كان فقيرا
فعابوه بالفقر ، فقالوا لم يؤت سعة من المال ، فقال لهم نبيهم : إن آية ملكه أن
يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة
، وكان التابوت الذي أنزل الله على موسى فوضعته فيه امه وألقته في اليم فكان في
بني إسرائيل يتبركون به ، فلما حضرموسى الوفاة وضع فيه الالواح ودرعه وما كان عنده
من آيات النبوة ، واودعه عند يوشع وصيه ، ولم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به ،
وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات ، فلم يزل بنوا إسرائيل في عز وشرف ما دام
التابوت عندهم ، فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم ، فلما
سألوا النبي بعث الله عليهم طالوت ملكا فقاتل معهم فرد الله عليهم التابوت كما قال
: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل
هرون تحمله الملائكة ، قال : البقية ذرية الانبياء.
اقول
: قوله : وروي أنه أرميا النبي ، رواية
معترضة في رواية ، قوله عليهالسلام
: فكان كما قال الله الخ اي تولى الكثيرون ولم يبق على تسليم حكم القتال إلا قليل
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 297