نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 247
هذا : فاذكروا الله
ذكرا يماثل ما علمكم من الصلاة المفروضة المكتوبة في حال الامن في ضمن ما علمكم من
شرائع الدين.
قوله
تعالى :
والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لالزواجهم.
وصية مفعول مطلق لمقدر ، والتقدير ليوصوا وصية ينتفع به أزواجهم ويتمتعن متاعا إلى
الحول بعد التوفي.
وتعريف الحول باللام لا يخلو عن دلالة
على كون الآية نازلة قبل تشريع عدة الوفاة ، أعني الاربعة أشهر وعشرة أيام فإن عرب
الجاهلية كانت نسائهم يقعدن بعد موت أزواجهن حولا كاملا ، فالآية توصي بأن يوصي
الازواج لهن بمال يتمتعن به إلى تمام الحول من غير إخراجهن من بيوتهن ، غير ان هذا
لما كان حقا لهن والحق يجوز تركه كان لهن ان يطالبن به ، وان يتركنه فإن خرجن فلا
جناح للورثة ومن يجري مجراهم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ، وهذا نظير ما أوصى
الله به من حضره الموت ان يوصي للوالدين والاقربين بالمعروف ، قال تعالى : ( كتب عليكم
إذا حضر أحدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على
المتقين )
البقرة ـ ١٨٠.
ومما ذكرنا يظهر ان الآية منسوخة بآية
عدة الوفاة وآية الميراث بالربع والثمن.
قوله
تعالى :
وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين ،
الآية في حق مطلق المطلقات ، وتعليق ثبوت الحكم بوصف التقوى مشعر بالاستحباب.
قوله تعالى
: كذلك يبين الله لكم
آياته لعلكم تعقلون ، الاصل في معنى
العقل العقد والامساك وبه سمي إدراك الانسان إدراكا يعقد عليه عقلا ، وما أدركه
عقلا ، والقوة التي يزعم انها إحدى القوى التي يتصرف بها الانسان يميز بها بين
الخير والشر والحق والباطل عقلا ، ويقابله الجنون والسفه والحمق والجهل باعتبارات
مختلفة.
والالفاظ
المستعملة في القرآن الكريم في أنواع الادراك
كثيرة ربما بلغت العشرين ، كالظن ، والحسبان ، والشعور ، والذكر ، والعرفان ،
والفهم ، والفقه ، والدراية ، واليقين ، والفكر ، والرأى ، والزعم ، والحفظ ،
والحكمة ، والخبرة ، والشهادة ، والعقل ، ويلحق بها مثل القول ، والفتوى ،
والبصيرة ونحو ذلك.
والظن هو التصديق الراجح وإن لم يبلغ حد
الجزم والقطع ، وكذا الحسبان ،
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 247