responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 185

ايصال الانسان كسائر ما خلق من خلق إلى غايته بالدعوة والارشاد ، ثم بالامتحان والابتلاء ، ثم بإهلاك من بطل في حقه غاية الخلقة وسقطت عنه الهداية ، فإن في ذلك اتقانا للصنع في الفرد والنوع وختما للامر في امة وإراحة الآخرين ، قال تعالى : ( وربك الغني ذو الرحمة ان يشاء يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما انشأكم من ذرية قوم آخرين ) الانعام ـ ١٣٣ ، انظر إلى موضع قوله تعالى : ( وربك الغني ذو الرحمة ).

وهذه السنة الربانية اعني سنة الابتلاء والانتقام هي التي اخبر الله عنها انها سنة غير مغلوبة ولا مقهورة ، بل غالبة منصورة كما قال تعالى : ( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وما انتم بمعجزين في الارض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير ) الشورى ـ ٣١ ، وقال تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ) الصافات ـ ١٧٣.

ومن احكام الاعمال من حيث السعادة والشقاء : ان قبيل السعادة فائقة على قبيل الشقاء ، ومن خواص قبيل السعادة كل صفة وخاصة جميلة كالفتح والظفر والثبات والاستقرار والامن والتأصل والبقاء ، كما ان مقابلاتها من الزهاق والبطلان والتزلزل والخوف والزوال والمغلوبية وما يشاكلها من خواص قبيل الشقاء.

والآيات القرآنية في هذا المعنى كثيرة متكثرة ، ويكفي في ذلك ما ضربه الله تعالى مثلا : ( كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) إبراهيم ـ ٢٧ ، و قوله تعالى : ( ليحق الحق ويبطل الباطل ) الانفال ـ ٨ ، وقوله تعالى : والعاقبة للتقوى ) طه ـ ١٣٢ ، وقوله تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون ) الصافات ـ ١٧٣ ، وقوله تعالى : والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون ) يوسف ـ ٢١ ، إلى غير ذلك من الآيات.

وتذييل الكلام في هذه الآية الاخيرة بقوله : ولكن اكثر الناس لا يعلمون ، مشعر

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 2  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست