نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 17
هود ـ ١ ، فإن هذا
الاحكام مقابل التفصيل ، والتفصيل هو جعله فصلا فصلا وقطعة قطعة فالاحكام كونه
بحيث لا يتفصل فيه جزء من جزء ولا يتميز بعض من بعض لرجوعه إلى معنى واحد لا أجزاء
ولا فصول فيه ، والآية ناطقة بأن هذا التفصيل المشاهد في القرآن إنما طرء عليه بعد
كونه محكما غير مفصل.
وأوضح منه قوله تعالى : ولقد جئناهم بكتاب
فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ، هل ينظرون إلا تأويله يوم يإتي تأويله
يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق ) الاعراف ـ ٥٣ ، وقوله تعالى : وما كان هذا القرآن
أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب
العالمين ـ إلى أن قال : بل كذبوا بما لم
يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله )
يونس ـ ٣٩ فإن الآيات الشريفة وخاصة ما في سورة يونس ظاهرة الدلالة على إن التفصيل
أمر طار على الكتاب فنفس الكتاب شيء والتفصيل الذي يعرضه شيء آخر ، وأنهم إنما
كذبوا بالتفصيل من الكتاب لكونهم ناسين لشئ يؤل إليه هذا التفصيل وغافلين عنه ،
وسيظهر لهم يوم القيامة ويضطرون إلى علمه فلا ينفعهم الندم ولات حين مناص وفيها
إشعاربأن أصل الكتاب تأويل تفصيل الكتاب.
وأوضح منه قوله تعالى : حم والكتاب المبين
إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) الزخرف ـ ٤. فإنه ظاهر في إن هناك
كتابا مبينا عرض عليه جعله مقروا عربيا ، وإنما ألبس لباس القراءة والعربية ليعقله
الناس وإلا فإنه ـ وهو في أم الكتاب ـ عند الله ، علي لا يصعد إليه العقول ، حكيم
لا يوجد فيه فصل وفصل وفي الآية تعريف للكتاب المبين وأنه أصل القرآن العربي
المبين وفي هذا المساق أيضا قوله تعالى : فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون
عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين ) الواقعة ـ ٨٠ ، فإنه ظاهر في أن للقرآن
موقعا هو في الكتاب المكنون لا يمسه هناك أحد إلا المطهرون من عباد الله وإن
التنزيل بعده ، وأما قبل التنزيل فله موقع في كتاب مكنون عن الاغيار وهو الذي عبر
عنه في آيات الزخرف ، بام
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 17