نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 119
الاول
: إلجاء الاجتماع على طاعة القوانين
الموضوعة لتشريك الناس في حق الحياة وتسويتهم في الحقوق ، بمعنى ان ينال كل من
الافراد ما يليق به من كمال الحياة ، مع الغاء المعارف الدينية ، من التوحيد
والاخلاق الفاضلة ، وذلك بجعل التوحيد ملغى غير منظور إليه ولامرعي ، وجعل الاخلاق
تابعة للاجتماع وتحوله ، فما وافق حال الاجتماع من الاخلاق فهو الخلق الفاضل ،
فيوما العفة ، ويوما الخلاعة ، ويوما الصدق ، ويوما الكذب ، ويوما الامانة ، ويوما
الخيانة ، وهكذا.
والثاني
: إلجاء الاجتماع على طاعة القوانين
بتربية ما يناسبها من الاخلاق واحترامها مع الغاء المعارف الدينية في التربية الاجتماعية.
وهذان طريقان مسلوكان في رفع الاختلافات
الاجتماعية وتوحيد الامة المجتمعة من الانسان : أحدهما بالقوة المجبرة والقدرة
المتسلطة من الانسان فقط ، وثانيهما بالقوة والتربية الخلقية ، لكنهما على ما
يتلوهما من المفاسد مبنيان على أساس الجهل ، فيه بوار هذا النوع ، وهلاك الحقيقة
الانسانية ، فإن هذا الانسان موجود مخلوق لله متعلق الوجود بصانعه ، بدء من عنده
وسيعود إليه ، فله حياة باقية بعد الارتحال من هذه النشأة الدنيوية ، حياة طويلة
الذيل ، غير منقطع الامد ، وهي مرتبة على هذه الحياة الدنيوية ، وكيفية سلوك الانسان
فيها ، واكتسابه الاحوال والملكات المناسبة للتوحيد الذي هو كونه عبدا لله سبحانه
، بادئا منه عائدا إليه ، وإذا بنى الانسان حياته في هذه الدنيا على نسيان توحيده
، وستر حقيقة الامر فقد أهلك نفسه ، واباد حقيقته.
فمثل الناس في سلوك هذين الطريقين كمثل
قافلة أخذت في سلوك الطريق إلى بلد ناء معها ما يكفيها من الزاد ولوازم السير ، ثم
نزلت في أحد المنازل في أثناء الطريق فلم يلبث هنيئة حتى أخذت في الاختلاف : من
قتل ، وضرب ، وهتك عرض ، وأخذ مال وغصب مكان وغير ذلك ، ثم اجتمعوا يتشاورون بينهم
على اتخاذ طريقة يحفظونها لصون أنفسهم وأموالهم.
فقال قائل منهم : عليكم بالاشتراك في
الانتفاع من هذه الاعراض والامتعة ، والتمتع على حسب ما لكل من الوزن الاجتماعي ،
فليس إلا هذا المنزل والمتخلف عن ذلك يؤخذ بالقوة والسياسة.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 2 صفحه : 119