نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 7
قوله
تعالى : « وَالْبَحْرِ
الْمَسْجُورِ » قال الراغب : السجر تهييج النار ، وفي المجمع : المسجور المملوء يقال : سجرت التنور أي ملأتها نارا ، وقد فسرت
الآية بكل من المعنيين ويؤيد المعنى الأول قوله : « وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ »التكوير : ٦ ، أي سعرت وقد ورد في الحديث أن البحار تسعر
نارا يوم القيامة ، وقيل : المراد أنها تغيض مياهها بتسجير النار فيها.
قوله
تعالى : « إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ
لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ » جواب القسم السابق والمراد بالعذاب المخبر بوقوعه عذاب
يوم القيامة الذي أوعد الله به الكفار المكذبين كما تشير إليه الآية التالية ، وفي
قوله : « ما لَهُ
مِنْ دافِعٍ » دلالة على أنه من القضاء المحتوم الذي لا محيص عن وقوعه قال تعالى : «
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي
الْقُبُورِ » الحج : ٧.
وفي قوله : « عَذابَ رَبِّكَ » بنسبة العذاب إلى الرب المضاف إلى ضمير الخطاب دون أن
يقال : عذاب الله تأييد للنبي صلىاللهعليهوآله على مكذبي دعوته وتطييب لنفسه أن ربه لا يخزيه يومئذ
كما قال : « يَوْمَ لا
يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ »التحريم : ٨.
والمور ـ على ما في المجمع ـ تردد الشيء بالذهاب والمجيء كما يتردد الدخان ثم
يضمحل ، ويقرب منه قول الراغب : إنه الجريان السريع.
وعلى أي حال
فيه إشارة إلى انطواء العالم السماوي كما يذكره تعالى في مواضع من كلامه كقوله : « إِذَا السَّماءُ
انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ »الانفطار : ٢ ، وقوله : « يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكُتُبِ »الأنبياء : ١٠٤ ، وقوله : « وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ »الزمر : ٦٧.
كما أن قوله :
« وَتَسِيرُ
الْجِبالُ سَيْراً » إشارة إلى زلزلة الساعة في الأرض التي يذكرها تعالى في مواضع من كلامه
كقوله : « إِذا
رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا »الواقعة : ٦ ، وقوله : «
وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً » النبأ : ٢٠.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 7