responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 387

غيب الأشياء الذي منه تنزل الأمور بقدر محدود فتستقر في منصة الظهور ، والمراد بالكتابة على هذا هو التقدير والقضاء ، والمراد بكون الغيب عندهم تسلطهم عليه وملكهم له.

فالمعنى : أم بيدهم أمر القدر والقضاء فهم يقضون كما شاءوا فيقضون لأنفسهم أن يساووا المسلمين يوم القيامة.

وقيل : المراد بكون الغيب عندهم علمهم بصحة ما حكموا به والكتابة على ظاهر معناه والمعنى : أم عندهم علم بصحة ما يدعونه اختصوا به ولا يعلمه غيرهم فهم يكتبونه ويتوارثونه وينبغي أن يبرزوه.

وهو بعيد بل مستدرك والاحتمالات الأخر المذكورة مغنية عنه.

وإنما أخر ذكر هذا الاحتمال عن غيره حتى عن قوله : « أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً » مع أن مقتضى الظاهر أن يتقدم عليه ، لكونه أضعف الاحتمالات وأبعدها.

قوله تعالى : « فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ » صاحب الحوت يونس النبي عليه‌السلام والمكظوم من كظم الغيظ إذا تجرعه ولذا فسر بالمختنق بالغم حيث لا يجد لغيظه شفاء ، ونهيه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أن يكون كيونس عليه‌السلام وهو في زمن النداء مملوء بالغم نهي عن السبب المؤدي إلى نظير هذا الابتلاء وهو ضيق الصدر والاستعجال بالعذاب.

والمعنى : فاصبر لقاء ربك أن يستدرجهم ويملئ لهم ولا تستعجل لهم العذاب لكفرهم ولا تكن كيونس فتكون مثله وهو مملوء غما أو غيظا ينادي بالتسبيح والاعتراف بالظلم أي فاصبر واحذر أن تبتلي بما يشبه ابتلاءه ، ونداؤه قوله في بطن الحوت : « لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » كما في سورة الأنبياء.

وقيل : اللام في « لِحُكْمِ رَبِّكَ » بمعنى إلى وفيه تهديد لقومه ووعيد لهم أن سيحكم الله بينه وبينهم ، والوجه المتقدم أنسب لسياق الآيات السابقة.

قوله تعالى : « لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ » في مقام التعليل للنهي السابق : « لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ » والتدارك الإدراك واللحوق ، وفسرت النعمة بقبول التوبة ، والنبذ الطرح ، والعراء الأرض غير المستورة بسقف أو نبات ، والذم مقابل المدح.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست