responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 381

يرجوا كرامة من الله وهم مجرمون فما يجدونه من نعم الدنيا استدراج وإملاء.

وفيها تأكيد أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالصبر لحكم ربه.

قوله تعالى : « إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ » بشرى وبيان لحال المتقين في الآخرة قبال ما بين من حال المكذبين فيها.

وفي قوله : « عِنْدَ رَبِّهِمْ » دون أن يقال : عند الله إشارة إلى رابطة التدبير والرحمة بينهم وبينه سبحانه وأن لهم ذلك قبال قصرهم الربوبية فيه تعالى وإخلاصهم العبودية له.

وإضافة الجنات إلى النعيم وهو النعمة للإشارة إلى أن ما فيها من شيء نعمة لا تشوبها نقمة ولذة لا يخالطها ألم ، وسيجيء إن شاء الله في تفسير قوله تعالى : « ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »التكاثر : ٨ ، أن المراد بالنعيم الولاية.

قوله تعالى : « أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ » تحتمل الآية في بادئ النظر أن تكون مسوقة حجة على المعاد كقوله تعالى : « أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ »ـ ص : ٢٨ ، وقد تقدم تفسيره.

وأن تكون ردا على قول من قال منهم للمؤمنين : لو كان هناك بعث وإعادة لكنا منعمين كما في الدنيا وقد حكى سبحانه ذلك عن قائلهم : « وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى »حم السجدة : ٥٠.

ظاهر سياق الآيات التالية التي ترد عليهم الحكم بالتساوي هو الاحتمال الثاني ، وهو الذي رووه أن المشركين لما سمعوا حديث البعث والمعاد قالوا : إن صح ما يقوله محمد والذين آمنوا معه لم تكن حالنا إلا أفضل من حالهم كما في الدنيا ولا أقل من أن تتساوى حالنا وحالهم.

غير أنه يرد عليه أن الآية لو سيقت لرد قولهم ، سنساويهم في الآخرة أو نزيد عليهم كما في الدنيا ، كان مقتضى التطابق بين الرد والمردود أن يقال : أفنجعل المجرمين كالمسلمين وقد عكس.

والتدبر في السياق يعطي أن الآية مسوقة لرد دعواهم التساوي لكن لا من جهة نفي مساواتهم على إجرامهم للمسلمين بل تزيد على ذلك بالإشارة إلى أن كرامة المسلمين تأبى أن يساويهم المجرمون كأنه قيل : إن قولكم : سنتساوى نحن والمسلمون باطل فإن الله لا يرضى أن يجعل المسلمين بما لهم من الكرامة عنده كالمجرمين وأنتم مجرمون.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست