السورة تعزى
النبي صلىاللهعليهوآله إثر ما رماه المشركون بالجنون وتطيب نفسه بالوعد الجميل
والشكر على خلقه العظيم وتنهاه نهيا بالغا عن طاعتهم ومداهنتهم ، وتأمره أمرا
أكيدا بالصبر لحكم ربه.
وسياق آياتها
على الجملة سياق مكي ، ونقل عن ابن عباس وقتادة أن صدرها إلى قوله : سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ـ ست عشرة آية ـ مكي ، وما بعده إلى قوله : « لَوْ كانُوا
يَعْلَمُونَ ـ سبع عشرة آية ـ مدني ، وما بعده إلى قوله : « يَكْتُبُونَ ـ خمس عشرة آية ـ مكي ، وما بعده إلى آخر السورة ـ أربع آيات مدني.
ولا يخلو من
وجه بالنسبة إلى الآيات السبع عشرة « إِنَّا بَلَوْناهُمْ ـ إلى قوله ـ لَوْ كانُوا
يَعْلَمُونَ » فإنها أشبه بالمدنية منها بالمكية.
قوله
تعالى : « ن » تقدم الكلام في الحروف المقطعة التي في أوائل السور في
تفسير سورة الشورى.
قوله
تعالى : « وَالْقَلَمِ وَما
يَسْطُرُونَ » القلم معروف ، والسطر بالفتح فالسكون وربما يستعمل بفتحتين ـ كما في المفردات
ـ الصف من الكتابة ، ومن الشجر المغروس ومن القوم الوقوف وسطر فلان كذا كتب سطرا
سطرا.
أقسم سبحانه
بالقلم وما يسطرون به وظاهر السياق أن المراد بذلك مطلق القلم
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 367