responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 325

استمدادا من عقولهم على ما يريده منهم من التقوى فإنهم لما سمعوا أن قوما عتوا عن أمر ربهم فحوسبوا حسابا شديدا وعذبوا عذابا نكرا وكان عاقبة أمرهم خسرا ثم سمعوا أن ذلك تكرر مرة بعد مرة وأباد قوما بعد قوم ، قضت عقولهم بأن العتو والاستكبار عن أمر الله تعرض لشديد حساب الله ومنكر عذابه فتنبههم وتبعثهم إلى التقوى وقد أنزل الله إليهم ذكرا يذكرهم به ما لهم وما عليهم ويهديهم إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

قوله تعالى : « رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ » إلخ ، عطف بيان أو بدل من « ذِكْراً » فالمراد بالذكر الذي أنزله هو الرسول سمي به لأنه وسيلة التذكرة بالله وآياته وسبيل الدعوة إلى دين الحق ، والمراد بالرسول محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما يؤيده ظاهر قوله : « يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ » إلخ.

وعلى هذا فالمراد بإنزال الرسول بعثه من عالم الغيب وإظهاره لهم رسولا من عنده بعد ما لم يكونوا يحتسبون كما في قوله : « وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ »الحديد : ٢٥.

وقد دعي ظهور الإنزال في كونه من السماء بعضهم كصاحب الكشاف إلى أن فسر « رَسُولاً » بجبريل ويكون حينئذ معنى تلاوته الآيات عليهم تلاوته على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بما أنه متبوع لقومه ووسيلة الإبلاغ لهم لكن ظاهر قوله : « يَتْلُوا عَلَيْكُمْ » إلخ ، خلاف ذلك.

ويحتمل أن يكون « رَسُولاً » منصوبا بفعل محذوف والتقدير أرسل رسولا يتلو عليكم آيات الله ، ويكون المراد بالذكر المنزل إليهم القرآن أو ما بين فيه من الأحكام والمعارف.

وقوله : « لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ » تقدم تفسيره في نظائره.

وقوله : « وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً » وعد جميل وتبشير.

وقوله : « قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً » وصف لإحسانه تعالى إليهم فيما رزقهم به من الرزق والمراد بالرزق ما رزقهم من الإيمان والعمل الصالح في الدنيا والجنة في الآخرة ، وقيل المراد به الجنة.

قوله تعالى : « اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ » إلخ ، بيان يتأكد به ما تقدم في الآيات من حديث ربوبيته تعالى وبعثة الرسول وإنزاله

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست