responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 297

ثم استنتج من ذلك كله وجوب إيمانهم بالله ورسوله والدين الذي أنزله عليه وختم التمهيد المذكور بالتبشير والإنذار بالإشارة إلى ما هيئ للمؤمنين الصالحين من جنة خالدة ولغيرهم من الكفار المكذبين من نار مؤبدة.

فقوله : « أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ » الخطاب للمشركين وفيه إشارة إلى قصص الأمم السالفة الهالكة كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم ، ممن أهلكهم الله بذنوبهم ، وقوله : « فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ » إشارة إلى ما نزل عليهم من عذاب الاستئصال وقوله : « وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ » إشارة إلى عذابهم الأخروي.

قوله تعالى : « ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا » إلخ ، بيان لسبب ما ذكر من تعذيبهم بعذاب الاستئصال وعذاب الآخرة ، ولذلك جيء بالفصل دون العطف كأنه جواب لسؤال مقدر كان سائلا يسأل فيقول : لم أصابهم ما أصابهم من العذاب؟ فقيل : « ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ » إلخ ، والإشارة بذلك إلى ما ذكر من العذاب.

وفي التعبير عن إتيان الرسل ودعوتهم بقوله : « كانَتْ تَأْتِيهِمْ » الدال على الاستمرار ، وعن كفرهم وقولهم بقوله : « فَقالُوا وفَكَفَرُوا وتَوَلَّوْا » الدال بالمقابلة على المرة دلالة على أنهم قالوا ما قالوا كلمة واحدة قاطعة لا معدل عنها وثبتوا عليها وهو العناد واللجاج فتكون الآية في معنى قوله تعالى : « تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ »الأعراف : ١٠١ ، وقوله : « ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ ( أي بعد نوح ) رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ » يونس : ٧٤.

وقوله : « فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا » يطلق البشر على الواحد والجمع والمراد به الثاني بدليل قوله : « يَهْدُونَنا » والتنكير للتحقير ، والاستفهام للإنكار أي قالوا على سبيل الإنكار : أآحاد من البشر لا فضل لهم علينا يهدوننا.؟

وهذا القول منهم مبني على الاستكبار ، على أن أكثر هؤلاء الأمم الهالكة كانوا وثنيين وهم منكرون للنبوة وهو أساس تكذيبهم لدعوة الأنبياء ، ولذلك فرع تعالى على قولهم : « أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا » قوله : « فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا » أي بنوا عليه كفرهم وإعراضهم.

وقوله : « وَاسْتَغْنَى اللهُ » الاستغناء طلب الغنى وهو من الله سبحانه ـ وهو غني بالذات ـ إظهار الغنى وذلك أنهم كانوا يرون أن لهم من العلم والقوة والاستطاعة ما يدفع عن جمعهم

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 19  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست