نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 285
قال زيد بن
أرقم : فلما وافى رسول الله صلىاللهعليهوآله المدينة ـ جلست في البيت لما بي من الهم والحياء ـ
فنزلت سورة المنافقون في تصديق زيد ـ وتكذيب عبد الله بن أبي. ثم أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بأذن زيد ـ فرفعه عن الرحل ثم قال : يا غلام صدق فوك ،
ووعت أذناك ، ووعى قلبك ، وقد أنزل الله فيما قلت قرآنا.
وكان عبد الله
بن أبي بقرب المدينة ـ فلما أراد أن يدخلها ـ جاء ابنه عبد الله بن عبد الله بن
أبي ـ حتى أناخ على مجامع طرق المدينة ـ فقال : ما لك ويلك؟ فقال : والله لا تدخلها
إلا بإذن رسول الله ـ ولتعلمن اليوم من الأعز؟ ومن الأذل؟ فشكا عبد الله ابنه إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فأرسل إليه أن خل عنه يدخل فقال : أما إذا جاء أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فنعم فدخل ـ فلم يلبث إلا أياما قلائل حتى اشتكى ومات.
فلما نزلت هذه
الآيات وبان كذب عبد الله ـ قيل له : نزل فيك آي شداد ـ فاذهب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله يستغفر لك ـ فلوى رأسه ثم قال : أمرتموني أن أؤمن فقد
آمنت ـ وأمرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت ـ فما بقي إلا أن أسجد لمحمد ـ فنزل
: « وَإِذا
قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ـ إلى قوله ـ
لا يَعْلَمُونَ ».
أقول : ما
أورده من القصة مأخوذ من روايات مختلفة مروية عن زيد بن أرقم وابن عباس وعكرمة
ومحمد بن سيرين وابن إسحاق وغيرهم دخل حديث بعضهم في بعض.
وفي تفسير
القمي : في قوله تعالى : «
إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ » الآية ـ قال : قال : نزلت في غزوة المريسيع ـ وهي غزوة بني المصطلق في
سنة خمس من الهجرة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج إليها ـ فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء
قليلا فيها.
وكان أنس بن
سيار حليف الأنصار ، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا
على البئر فتعلق دلو سيار بدلو جهجاه ـ فقال سيار : دلوي وقال جهجاه : دلوي فضرب
جهجاه على وجه سيار فسال منه الدم ـ فنادى سيار بالخزرج ونادى جهجاه بقريش ـ وأخذ
الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة.
فسمع عبد الله
بن أبي النداء فقال : ما هذا؟ فأخبروه بالخبر فغضب غضبا شديدا ـ ثم قال : قد كنت
كارها لهذا المسير إني لأذل العرب ـ ما ظننت أني أبقى إلى أن أسمع مثل هذا ـ فلا
يكن عندي تغيير.
ثم أقبل على
أصحابه فقال : هذا عملكم ـ أنزلتموهم منازلكم وواسيتموهم بأموالكم ـ
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 285