نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 272
وغير ذلك من آيات الحكمة ، ويرون أن لهم الاستقلال في المشية يفعلون ما
يشاءون والقرآن يخطئهم بقوله : «
وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ »الإنسان : ٣٠ ، ويرون أن لهم أن يطيعوا ويعصوا ويهدوا
ويهتدوا والقرآن ينبئهم بقوله : «
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ » القصص : ٥٦.
ويرون أن لهم
قوة والقرآن ينكر ذلك بقوله : «
أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً » البقرة : ١٦٥.
ويرون أن القتل
في سبيل الله موت وانعدام والقرآن يعده حياة إذ يقول : « وَلا تَقُولُوا
لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ
» البقرة : ١٥٤
، إلى غير ذلك من التعاليم القرآنية التي أمر النبي صلىاللهعليهوآله أن يدعو بها الناس قال : « ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ » النحل : ١٢٥.
وهي علوم وآراء
جمة صورت الحياة الدنيا خلافها في نفوس الناس وزينة فنبه تعالى لها في كتابه وأمر
بتعليمها رسوله وندب المؤمنين أن يتواصوا بها كما قال : « إِنَّ الْإِنْسانَ
لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا
بِالْحَقِّ »العصر : ٣ ، وقال : « يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ
يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا
أُولُوا الْأَلْبابِ » البقرة : ٢٦٩.
فالقرآن
بالحقيقة يقلب الإنسان في قالب من حيث العلم والعمل حديث ويصوغه صوغا جديدا فيحيي
حياة لا يتعقبها موت أبدا ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : « اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ »الأنفال : ٢٤ ، وقوله : « أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي
الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها » الأنعام : ١٢٢.
وقد بينا وجه
الحكمة في كل من آياتها عند التعرض لتفسيرها على قدر مجال البحث في الكتاب.
ومما تقدم
يتبين فساد قول من قال : إن تفسير القرآن تلاوته ، وإن التعمق في مداليل آيات
القرآن من التأويل الممنوع فما أبعده من قول.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 272