نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 234
تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ » إلخ ، في هذه الآية والتي تتلوها توضيح للنهي الوارد في أول السورة ،
والمراد بالذين لم يقاتلوا المؤمنين في الدين ولم يخرجوهم غير أهل مكة ممن لم
يقاتلوهم ولم يخرجوهم من ديارهم من المشركين من أهل المعاهدة ، والبر والإحسان ،
والأقساط المعاملة بالعدل ، و «
أَنْ تَبَرُّوهُمْ » بدل من « الَّذِينَ
» إلخ ، وقوله
: « إِنَّ
اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ » تعليل لقوله : « لا يَنْهاكُمُ اللهُ » إلخ.
والمعنى : لا
ينهاكم الله بقوله : «
لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ » عن أن تحسنوا وتعاملوا بالعدل الذين لم يقاتلوكم في
الدين ولم يخرجوكم من دياركم لأن ذلك منكم أقساط والله يحب المقسطين.
قيل : إن الآية
منسوخة بقوله : «
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ »التوبة : ٥ ، وفيه أن الآية التي نحن فيها لا تشمل
بإطلاقها إلا أهل الذمة وأهل المعاهدة وأما أهل الحرب فلا ، وآية التوبة إنما تشمل
أهل الحرب من المشركين دون أهل المعاهدة فكيف تنسخ ما لا يزاحمها في الدلالة.
وقوله : « وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ
فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ » قصر إفراد أي المتولون لمشركي مكة ومن ظاهرهم على
المسلمين هم الظالمون المتمردون عن النهي دون مطلق المتولين للكفار أو تأكيد للنهي
عن توليهم.
(
بحث روائي )
في تفسير القمي
: في قوله تعالى : «
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ » الآية : نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ، ولفظ الآية عام
ومعناها خاص وكان سبب ذلك أن حاطب بن أبي بلتعة قد أسلم وهاجر إلى المدينة وكان
عياله بمكة ، وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فصاروا إلى عيال حاطب وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب
ويسألوه عن خبر محمد هل يريد أن يغزو مكة؟.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 234