تذكر السورة
موالاة المؤمنين لأعداء الله من الكفار وموادتهم وتشدد النهي عن ذلك تفتتح به
وتختتم وفيها شيء من أحكام النساء المهاجرات وبيعة المؤمنات ، وكونها مدنية ظاهر.
قوله
تعالى : « يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ » إلخ ، سياق الآيات يدل على أن بعض المؤمنين من المهاجرين كانوا يسرون
الموادة إلى المشركين بمكة ليحموا بذلك من بقي من أرحامهم وأولادهم بمكة بعد
خروجهم أنفسهم منها بالمهاجرة إلى المدينة فنزلت الآيات ونهاهم الله عن ذلك ،
ويتأيد بهذا ما ورد أن الآيات نزلت في حاطب بن أبي بلتعة أسر كتابا إلى المشركين
بمكة يخبرهم فيه بعزم رسول الله صلىاللهعليهوآله على الخروج إليها لفتحها ، فعل ذلك ليكون يدا له عليهم
يقي بها من كان بمكة من أرحامه وأولاده فأخبر الله بذلك نبيه صلىاللهعليهوآله ونزلت ، وستوافيك قصته في البحث الروائي التالي إن شاء
الله تعالى.
فقوله : « يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ » العدو معروف ويطلق على الواحد والكثير والمراد في الآية
هو الكثير بقرينة قوله : أَوْلِياءَ و إِلَيْهِمْ وغير
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 226