الذي تتضمنه
الآيات الكريمة كالنتيجة المأخوذة مما تقدم من آيات السورة فقد أشير فيها إلى
مشاقة بني النضير من اليهود ونقضهم العهد وذاك الذي أوقعهم في خسران دنياهم
وأخراهم ، وتحريض المنافقين لهم على مشاقة الله ورسوله وهو الذي أهلكهم ، وحقيقة
السبب في ذلك أنهم لم يراقبوا الله في أعمالهم ونسوه فأنساهم أنفسهم فلم يختاروا
ما فيه خير أنفسهم وصلاح عاجلهم وآجلهم فتاهوا وهلكوا.
فعلى من آمن
بالله ورسوله واليوم الآخر أن يذكر ربه ولا ينساه وينظر فيما يقدمه من العمل ليوم
الرجوع إلى ربه فإن ما عمله محفوظ عليه يحاسبه به الله يومئذ فيجازيه عليه جزاء
لازما لا يفارقه.
وهذا هو الذي
يرومه قوله : « يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ
لِغَدٍ » الآيات فتندب
المؤمنين إلى أن يذكروا الله سبحانه ولا ينسوه وينظروا في أعمالهم
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 216