نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 19 صفحه : 176
أهل الكتاب خيرا كثيرا. قال : وما ذاك؟ قلت : قول الله عز وجل : « الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ـ إلى قوله ـ أُولئِكَ
يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا » قال : فقال : آتاكم الله كما آتاهم ثم تلا : « يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ـ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ
مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ » يعني إماما تأتمون به.
وفي المجمع ،
عن سعيد بن جبير : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله جعفرا ـ في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه ـ فقدم عليه
ودعاه فاستجاب له وآمن به ـ فلما كان عند انصرافه ـ قال ناس ممن آمن به من أهل
مملكته ـ وهم أربعون رجلا : ائذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به.
فقدموا مع جعفر
فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة ـ استأذنوا رسول الله صلىاللهعليهوآله وقالوا : يا نبي الله إن لنا أموالا ـ ونحن نرى ما
بالمسلمين من الخصاصة ـ فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا ـ فواسينا المسلمين
بها فأذن لهم ـ فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين ـ فأنزل الله فيهم :
« الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ ـ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ـ إلى قوله ـ
وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ » فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين.
فلما سمع أهل
الكتاب ممن لم يؤمن به قوله : «
أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا » فخروا على المسلمين فقالوا : يا معشر المسلمين ـ أما
من آمن منا بكتابنا وكتابكم فله أجران ، ومن آمن منا بكتابنا فله أجر كأجوركم ـ
فما فضلكم علينا؟ فنزل قوله : «
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ـ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ » الآية ، فجعل لهم أجرين وزادهم النور والمغفرة ـ ثم
قال : « لِئَلَّا
يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ ».