responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 351

قوله تعالى : « وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ » لا يخلو السياق من ظهور في أن المراد بهذا القرين الملك الموكل به فإن كان هو السائق كان معنى قوله : « هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ » هذا الإنسان الذي هو عندي حاضر ، وإن كان هو الشهيد كان المعنى هذا ـ وهو يشير إلى أعماله التي حمل الشهادة عليها ـ ما عندي من أعماله حاضر مهيأ.

وقيل : المراد بالقرين الشيطان الذي يصاحبه ويغويه ، ومعنى كلامه على هذا هذا الإنسان هو الذي توليت أمره وملكته حاضر مهيأ لدخول جهنم.

قوله تعالى : « أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ » الكفار اسم مبالغة من الكفر ، والعنيد المعاند للحق المستمر على عناده ، والمعتدي المتجاوز عن الحد المتخطئ للحق ، والمريب الشاك أو المشكك في أمر البعث.

وبين هذه الصفات المعدودة شبه الاستلزام فإن كثرة الكفر برد الإنسان كل حق يواجهه تنتج العناد مع الحق والإصرار عليه ، والإصرار على العناد يوجب المنع عن أكثر الخيرات إذ لا خير إلا في الحق ومن ناحيته ، وهو يستلزم الخروج عن حد الحق إلى الباطل وتجاوز الإنسان عن حد العبودية إلى الاستكبار والطغيان ويستلزم تشكيك الناس في ما يرومونه من دين الحق.

والخطاب في الآية منه تعالى ، وظاهر سياق الآيات أن المخاطب به هما الملكان الموكلان السائق والشهيد ، واحتمل بعضهم أن يكون الخطاب إلى ملكين من ملائكة النار وخزنتها.

قوله تعالى : « الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ » العدول في ذكر صفة الشرك عن الإيجاز إلى الإطناب حيث لم يقل : مشرك وقال : « الَّذِي جَعَلَ » إلخ ، للإشارة إلى أن هذه الصفة أعظم المعاصي وأم الجرائم التي أتى بها والصفات الرذيلة التي عدت له من الكفر والعناد ومنع الخير والاعتداء والإرابة.

وقوله : « فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ » تأكيد لما تقدم من الأمر بقوله : « أَلْقِيا » إلخ ، ويلوح إلى تشديد الأمر من جهة الشرك ، ولذا عقبه بقوله : « فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ ».

قوله تعالى : « قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ » المراد بهذا القرين قرينه من الشياطين بلا شك ، وقد تكرر في كلامه تعالى ذكر القرين من الشيطان

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست