responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 329

ما شهد عليه وعمل به أو لم يقارن ، وبظاهر الشهادتين تحقن الدماء وعليه تجري المناكح والمواريث.

وقوله : « وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً » الليت النقص يقال : لاته يليته ليتا إذا نقصه ، والمراد بالإطاعة الإخلاص فيها بموافقة الباطن للظاهر من غير نفاق ، وطاعة الله استجابة ما دعا إليه من اعتقاد وعمل ، وطاعة رسوله تصديقه واتباعه فيما يأمر به فيما له الولاية عليه من أمور الأمة ، والمراد بالأعمال جزاؤها المراد بنقص الأعمال نقص جزائها.

والمعنى : وإن تطيعوا الله فيما يأمركم به من اتباع دينه اعتقادا ، وتطيعوا الرسول فيما يأمركم به لا ينقص من أجور أعمالكم شيئا ، وقوله : « إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » تعليل لعدم نقصه تعالى أعمالهم إن أطاعوه ورسوله.

قوله تعالى : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ » تعريف تفصيلي للمؤمنين بعد ما عرفوا إجمالا بأنهم الذين دخل الإيمان في قلوبهم كما هو لازم قوله : « لَمْ تُؤْمِنُوا » و « لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ».

فقوله : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ » فيه قصر المؤمنين في الذين آمنوا بالله ورسوله إلخ ، فتفيد تعريفهم بما ذكر من الأوصاف تعريفا جامعا مانعا فمن اتصف بها مؤمن حقا كما أن من فقد شيئا منها ليس بمؤمن حقا.

والإيمان بالله ورسوله عقد القلب على توحيده تعالى وحقية ما أرسل به رسوله وعلى صحة الرسالة واتباع الرسول فيما يأمر به.

وقوله : « ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا » أي لم يشكوا في حقية ما آمنوا به وكان إيمانهم ثابتا مستقرا لا يزلزله شك ، والتعبير بثم دون الواو ـ كما قيل ـ للدلالة على انتفاء عروض الريب حينا بعد حين كأنه طري جديد دائما فيفيد ثبوت الإيمان على استحكامه الأولى ولو قيل : ولم يرتابوا كان من الجائز أن يصدق مع الإيمان أولا مقارنا لعدم الارتياب مع السكوت عما بعد.

وقوله : « وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ » المجاهدة بذل الجهد والطاقة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست