responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 285

وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً » تفريع على قوله : « لَقَدْ رَضِيَ اللهُ » إلخ ، والمراد بما في قلوبهم حسن النية وصدقها في مبايعتهم فإن العمل إنما يكون مرضيا عند الله لا بصورته وهيئته بل بصدق النية وإخلاصها.

فالمعنى : فعلم ما في قلوبهم من صدق النية وإخلاصها في مبايعتهم لك.

وقيل : المراد بما في قلوبهم الإيمان وصحته وحب الدين والحرص عليه ، وقيل : الهم والأنفة من لين الجانب للمشركين وصلحهم. والسياق لا يساعد على شيء من هذين الوجهين كما لا يخفى.

فإن قلت : المراد بما في قلوبهم ليس مطلق ما فيها بل نيتهم الصادقة المخلصة في المبايعة كما ذكر ، وعلمه تعالى بنيتهم الموصوفة بالصدق والإخلاص سبب يتفرع عليه رضاه تعالى عنهم لا مسبب متفرع على الرضا ، ولازم ذلك تفريع الرضا على العلم بأن يقال : لقد علم ما في قلوبهم فرضي عنهم لا تفريع العلم على الرضا كما في الآية.

قلت : كما أن للمسبب تفرعا على السبب من حيث التحقق والوجود كذلك للسبب ـ سواء كان تاما أو ناقصا ـ تفرع على المسبب من حيث الانكشاف والظهور ، والرضا كما تقدم صفة فعل له تعالى منتزع عن مجموع علمه تعالى بالعمل الصالح وما يثيب به ويجزي صاحب العمل ، والذي انتزع عنه الرضا في المقام هو مجموع علمه تعالى بما في قلوبهم وإنزاله السكينة عليهم وإثابتهم فتحا قريبا ومغانم كثيرة يأخذونها.

فقوله : « فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ » إلخ ، تفريع على قوله : « لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ » للدلالة على حقيقة هذا الرضا والكشف عن مجموع الأمور التي بتحققها يتحقق معنى الرضا.

ثم قوله : « فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ » متفرع على قوله : « فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ » وكذا ما عطف عليه من قوله : « وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً » إلخ.

والمراد بالفتح القريب فتح خيبر على ما يفيده السياق وكذا المراد بمغانم كثيرة يأخذونها ، غنائم خيبر ، وقيل : المراد بالفتح القريب فتح مكة ، والسياق لا يساعد عليه.

وقوله : « وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً » أي غالبا فيما أراد متقنا لفعله غير مجازف فيه.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست