نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 18 صفحه : 265
وفي المجمع :
قال ابن عباس : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله خرج يريد مكة ـ فلما بلغ الحديبية وقفت ناقته ـ فزجرها
فلم تنزجر وبركت الناقة ـ فقال أصحابه : خلأت الناقة ، فقال : ما هذا لها عادة
ولكن حبسها حابس الفيل.
ودعا عمر بن
الخطاب ليرسله إلى أهل مكة ـ ليأذنوا له بأن يدخل مكة ويحل من عمرته وينحر هديه ـ
فقال : يا رسول الله ما لي بها حميم ـ وإني أخاف قريشا لشدة عداوتي إياها ـ ولكن
أدلك على رجل هو أعز بها مني عثمان بن عفان ـ فقال : صدقت.
فدعا رسول الله
صلىاللهعليهوآله عثمان ـ فأرسله إلى أبي سفيان وأشراف قريش ـ يخبرهم أنه
لم يأت لحرب ـ وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته ، فاحتبسته قريش عندها ـ
فبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله والمسلمين أن عثمان قد قتل. فقال صلىاللهعليهوآله : لا نبرح حتى نناجز القوم ، ودعا الناس إلى البيعة ـ
فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الشجرة واستند إليها ـ وبايع الناس على أن يقاتلوا
المشركين ولا يفروا. قال عبد الله بن مغفل : كنت قائما على رأس رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ذلك اليوم وبيدي غصن من السمرة أذب عنه ـ وهو يبايع الناس فلم يبايعهم
على الموت ـ وإنما بايعهم على أن لا يفروا.
وروى الزهري
وعروة بن الزبير والمسور بن مخرمة قالوا : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله من المدينة ـ في بضع عشرة مائة من أصحابه ـ حتى إذا
كانوا بذي الحليفة ـ قلد رسول الله صلىاللهعليهوآله الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة ـ وبعث بين يديه عينا له من
خزاعة يخبره عن قريش.
وسار رسول الله
صلىاللهعليهوآله ـ حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان ـ أتاه عينه الخزاعي فقال :
إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي ـ قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا جموعا ـ وهم
قاتلوك أو مقاتلوك وصادوك عن البيت ـ فقال صلىاللهعليهوآله : روحوا فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق ـ قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن خالد بن الوليد بالغميم ـ في خيل لقريش طليعة
فخذوا ذات اليمين.
فسار حتى إذا
كان بالثنية بركت راحلته ـ فقال صلىاللهعليهوآله : ما خلأت القصواء ولكن حبسها حابس الفيل. ثم قال :
والله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله ـ إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت
به.
قال : فعدل حتى
نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء ـ إنما يتبرضه الناس تبرضا
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 18 صفحه : 265