نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 18 صفحه : 233
الصالحات من الأعمال.
وقوله : « فِيها أَنْهارٌ مِنْ
ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ » أي غير متغير بطول المقام ، وقوله : « وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ
طَعْمُهُ » كما في ألبان
الدنيا ، وقوله : «
وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ » أي لذيذة للشاربين ، واللذة إما صفة مشبهة مؤنثة وصف
للخمر ، وإما مصدر وصفت به الخمر مبالغة ، وإما بتقدير مضاف أي ذات لذة ، وقوله :
«
وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى » أي خالص من الشمع والرغوة والقذى وسائر ما في عسل
الدنيا من الأذى والعيوب ، وقوله : « وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ » جمع للتعميم.
وقوله : « وَمَغْفِرَةٌ مِنْ
رَبِّهِمْ » ينمحي بها عنهم كل ذنب وسيئة فلا تتكدر عيشتهم بمكدر ولا ينتغص بمنغص ،
وفي التعبير عنه تعالى بربهم إشارة إلى غشيان الرحمة وشمول الحنان والرأفة
الإلهية.
وقوله : « كَمَنْ هُوَ خالِدٌ
فِي النَّارِ » قياس محذوف أحد طرفيه أي أمن يدخل الجنة التي هذا مثلها كمن هو خالد في
النار وشرابهم الماء الشديد الحرارة الذي يقطع أمعاءهم وما في جوفهم من الأحشاء
إذا سقوه ، وإنما يسقونه وهم مكرهون كما في قوله : « وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ
أَمْعاءَهُمْ » وقيل : قوله : «
كَمَنْ هُوَ خالِدٌ » إلخ ، بيان لقوله في الآية السابقة : « كَمَنْ زُيِّنَ » إلخ ، وهو كما ترى.
بحث روائي
في المجمع في
قوله تعالى : « ذلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ
» قال أبو جعفر عليهالسلام : كرهوا ما أنزل الله في حق علي عليهالسلام.
وفيه في قوله
تعالى : « كَمَنْ
زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ » قيل : هم المنافقون : وهو المروي عن أبي جعفر (ع).
أقول : ويحتمل
أن تكون الروايتان من الجري.
وفي تفسير
القمي في قوله تعالى : «
كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ ـ وَسُقُوا ماءً
حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ » قال : ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة ـ كمن هو في
هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 18 صفحه : 233