responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 203

تعالى مرفوعا إليه إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم ، قال تعالى : « أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ » الزمر : ٣.

قوله تعالى : « أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ » إلخ ، التقبل أبلغ من القبول ، والمراد بأحسن ما عملوا طاعاتهم من الواجبات والمندوبات فإنها هي المقبولة المتقبلة وأما المباحات فإنها وإن كانت ذات حسن لكنها ليست بمتقبلة ، كذا ذكر في مجمع البيان وهو تفسير حسن ويؤيده مقابلة تقبل أحسن ما عملوا بالتجاوز عن السيئات فكأنه قيل : إن أعمالهم طاعات من الواجبات والمندوبات وهي أحسن أعمالهم فنتقبلها وسيئات فنتجاوز عنها وما ليس بطاعة ولا حسنة فلا شأن له من قبول وغيره.

وقوله : « فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ » متعلق بقوله : « نَتَجاوَزُ » أي نتجاوز عن سيئاتهم في جملة من نتجاوز عن سيئاتهم من أصحاب الجنة ، فهو حال من ضمير « عَنْهُمْ ».

وقوله : « وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ » أي يعدهم الله بهذا الكلام وعد الصدق الذي كانوا يوعدونه إلى هذا الحين بلسان الأنبياء والرسل ، أو المراد أنه ينجز لهم بهذا التقبل والتجاوز يوم القيامة وعد الصدق الذي كانوا يوعدونه في الدنيا.

قوله تعالى : « وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي » لما ذكر الإنسان الذي تاب إلى الله وأسلم له وسأله الخلوص والإخلاص وبر والديه وإصلاح أولاده له قابله بهذا الإنسان الذي يكفر بالله ورسوله والمعاد ويعق والديه إذا دعواه إلى الإيمان وأنذراه بالمعاد.

فقوله : « وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما » الظاهر أنه مبتدأ في معنى الجمع وخبره قوله بعد : « أُولئِكَ الَّذِينَ » إلخ ، و « أف » كلمة تبرم يقصد بها إظهار التسخط والتوجع و « أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ » الاستفهام للتوبيخ ، والمعنى : أتعدانني أن أخرج من قبري فأحيا وأحضر للحساب أي أتعدانني المعاد « وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي » أي والحال أنه هلكت أمم الماضون العائشون من قبلي ولم يحي منهم أحد ولا بعث.

وهذا على زعمهم حجة على نفي المعاد وتقريره أنه لو كان هناك إحياء وبعث لأحيي بعض من هلك إلى هذا الحين وهم فوق حد الإحصاء عددا في أزمنة طويلة لا

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست