responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 194

تكاليف خاصة بكل واحد منهم فعليهم أن يقتحموا هذه المهالك وإن كان ذلك منا إلقاء النفس في التهلكة وهو حرام ، وإليه إشارة في بعض الأخبار.

وأجاب بعضهم عنه بأن الذي ينجز التكاليف من العلم هو العلم من الطرق العادية وأما غيره فليس بمنجز ، ويمكن توجيه الوجهين بما يرجع إلى ما تقدم.

قوله تعالى : « قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ » إلخ ، ضمائر « كانَ » و « بِهِ » و « مِثْلِهِ » على ما يعطيه السياق للقرآن ، وقوله : « وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ » إلخ ، معطوف على الشرط ويشاركه في الجزاء ، والمراد بمثل القرآن مثله من حيث مضمونه في المعارف الإلهية وهو كتاب التوراة الأصلية التي نزلت على موسى عليه‌السلام ، وقوله : « فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ » أي فآمن الشاهد الإسرائيلي المذكور بعد شهادته.

وقوله : « إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ » تعليل للجزاء المحذوف دال عليه ، والظاهر أنه ألستم ضالين لا ما قيل : إنه ألستم ظلمتم لأن التعليل بعدم هداية الله الظالمين إنما يلائم ضلالهم لا ظلمهم وإن كانوا متصفين بالوصفين جميعا.

والمعنى : قل للمشركين : أخبروني إن كان هذا القرآن من عند الله والحال أنكم كفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثل ما في القرآن من المعارف فآمن هو واستكبرتم أنتم ألستم في ضلال؟ فإن الله لا يهدي القوم الظالمين.

والذي شهد على مثله فآمن على ما في بعض الأخبار هو عبد الله بن سلام من علماء اليهود ، والآية على هذا مدنية لا مكية لأنه ممن آمن بالمدينة ، وقول بعضهم : من الجائز أن يكون التعبير بالماضي في قوله : « وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ » لتحقق الوقوع والقصة واقعة في المستقبل سخيف لأنه لا يلائم كون الآية في سياق الاحتجاج فالمشركون ما كانوا ليسلموا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صدقه فيما يخبرهم به من الأمور المستقبلة.

وفي معنى الآية أقوال أخر منها أن المراد ممن شهد على مثله فآمن هو موسى عليه‌السلام شهد على التوراة فآمن به وإنما عدلوا عن المعنى السابق إلى هذا المعنى للبناء على كون الآية مكية ، وأنه إنما أسلم عبد الله بن سلام بالمدينة.

وفيه أولا : عدم الدليل على كون الآية مكية ولتكن القصة دليلا على كونها مدنية ، وثانيا : بعد أن يجعل موسى الكليم عليه‌السلام قرينا لهؤلاء المشركين الأجلاف

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست