responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 174

وقوله : « أَفَلا تَذَكَّرُونَ » أي أفلا تتفكرون في حاله فتتذكروا أن هؤلاء لا سبيل لهم إلى الهدى مع اتباع الهوى فتتعظوا.

قوله تعالى : « وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ » إلى آخر الآية ، قال الراغب : الدهر في الأصل اسم لمدة العالم من مبدإ وجوده إلى انقضائه ، وعلى ذلك قوله تعالى : « هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ » ثم يعبر به عن كل مدة كثيرة ، وهو خلاف الزمان فإن الزمان يقع على المدة القليلة والكثيرة. انتهى.

والآية على ما يعطيه السياق ـ سياق الاحتجاج على الوثنيين المثبتين للصانع المنكرين للمعاد ـ حكاية قول المشركين في إنكار المعاد لا كلام الدهريين الناسبين للحوادث وجودا وعدما إلى الدهر المنكرين للمبدإ والمعاد جميعا إذا لم يسبق لهم ذكر في الآيات السابقة.

فقولهم : « ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا » الضمير للحياة أي لا حياة لنا إلا حياتنا الدنيا لا حياة وراءها فلا وجود لما يدعيه الدين الإلهي من البعث والحياة الآخرة ، وهذا هو القرينة المؤيدة لأن يكون المراد بقوله : « نَمُوتُ وَنَحْيا » يموت بعضنا ويحيا بعضنا الآخر فيستمر بذلك بقاء النسل الإنساني بموت الأسلاف وحياة الأخلاف ويؤيد ذلك بعض التأييد قوله بعده : « وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ » المشعر بالاستمرار.

فالمعنى : وقال المشركون : ليست الحياة إلا حياتنا الدنيا التي نعيش بها في الدنيا فلا يزال يموت بعضنا وهم الأسلاف ويحيى آخرون وهم الأخلاف وما يهلكنا إلا الزمان ـ الذي بمروره يبلى كل جديد ويفسد كل كائن ويميت كل حي ـ فليس الموت انتقالا من دار إلى دار منتهيا إلى البعث والرجوع إلى الله.

ولعل هذا كلام بعض الجهلة من وثنية العرب وإلا فالعقيدة الدائرة بين الوثنية هي التناسخ وهو أن نفوس غير أهل الكمال إذا فارقت الأبدان تعلقت بأبدان أخرى جديدة فإن كانت النفس المفارقة اكتسبت السعادة في بدنها السابق تعلقت ببدن جديد تتنعم فيه وتسعد ، وإن كانت اكتسبت الشقاء في البدن السابق تعلقت ببدن لاحق تشقى فيه وتعذب جزاء لعملها السيئ وهكذا ، وهؤلاء لا ينكرون استناد أمر الموت كالحياة إلى وساطة الملائكة.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست