responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 130

ثم يذكر إنكارهم لثاني الوعيدين وهو الرجوع إلى الله في يوم الفصل فيقيم الحجة على أنه آت لا محالة ثم يذكر طرفا من أخباره وما سيجري فيه على المجرمين ويصيبهم من ألوان عذابه ، وما سيثاب به المتقون من حياة طيبة ومقام كريم.

والسورة مكية بشهادة سياق آياتها.

قوله تعالى : « حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ » الواو للقسم والمراد بالكتاب المبين القرآن.

قوله تعالى : « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ » المراد بالليلة المباركة التي نزل فيها القرآن ليلة القدر على ما يدل عليه قوله تعالى : « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ » القدر : ١ ، وكونها مباركة ظرفيتها للخير الكثير الذي ينبسط على الخلق من الرحمة الواسعة ، وقد قال تعالى : « وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ » القدر : ٣.

وظاهر اللفظ أنها إحدى الليالي التي تدور على الأرض وظاهر قوله : « فِيها يُفْرَقُ » الدال على الاستمرار أنها تتكرر وظاهر قوله تعالى : « شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ » البقرة : ١٨٥ ، أنها تتكرر بتكرر شهر رمضان فهي تتكرر بتكرر السنين القمرية وتقع في كل سنة قمرية مرة واحدة في شهر رمضان ، وأما إنها أي ليلة هي؟ فلا إشعار في كلامه تعالى بذلك ، وأما الروايات فستوافيك في البحث الروائي التالي.

والمراد بنزول الكتاب في ليلة مباركة على ما هو ظاهر قوله : « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ » وقوله : « إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ » القدر : ١ ، وقوله : « شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ » البقرة : ١٨٥ ، أن النازل هو القرآن كله.

ولا يدفع ذلك قوله : « وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً » إسراء : ١٠٦ ، وقوله : « وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً » الفرقان : ٣٢ ، الظاهرين في نزوله تدريجا ، ويؤيد ذلك آيات أخر كقوله : « فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ » سورة محمد : ٢٠ ، وقوله : « وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ » التوبة : ١٢٧ وغير ذلك ويؤيد ذلك أيضا ما لا يحصى من الأخبار المتضمنة لأسباب النزول.

وذلك أنه يمكن أن يحمل على نزول القرآن مرتين مرة مجموعا وجملة في ليلة

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست