نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 18 صفحه : 121
لَقَدْ
أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي » الفرقان : ٢٩ ، وأما الأخلاء من المتقين فإن مخالتهم
تتأكد وتنفعهم يومئذ.
وفي الخبر
النبوي : إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام وقلت الأنساب ـ وذهبت الأخوة إلا
الأخوة في الله ـ وذلك قوله : «
الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )[١].
قوله تعالى : « يا عِبادِ لا خَوْفٌ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ » من خطابه تعالى لهم يوم القيامة كما يشهد به قوله بعد
: « ادْخُلُوا
الْجَنَّةَ » إلخ ، وفي الخطاب تأمين لهم من كل مكروه محتمل أو مقطوع به فإن مورد
الخوف المكروه المحتمل ومورد الحزن المكروه المقطوع به فإذا ارتفعا ارتفعا.
قوله تعالى : « الَّذِينَ آمَنُوا
بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ » الموصول بدل من المنادي المضاف في « يا عِبادِ » أو صفة له ، والآيات كل ما يدل عليه تعالى من نبي
وكتاب وأي آية أخرى دالة ، والمراد بالإسلام التسليم لإرادة الله وأمره.
قوله تعالى : « ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ » ظاهر الأمر بدخول الجنة أن المراد بالأزواج هي النساء
المؤمنات في الدنيا دون الحور العين لأنهن في الجنة غير خارجات منها.
والحبور ـ على ما قيل ـ السرور الذي يظهر أثره وحباره في الوجه والحبرة الزينة وحسن
الهيئة ، والمعنى : ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم المؤمنات والحال أنكم تسرون سرورا
يظهر أثره في وجوهكم أو تزينون بأحسن زينة.
قوله تعالى : « يُطافُ عَلَيْهِمْ
بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ » إلخ الصحاف جمع صحفة وهي القصعة أو أصغر منها ، والأكواب جمع كوب وهو كوز لا عروة له ، وفي ذكر الصحاف والأكواب
إشارة إلى تنعمهم بالطعام والشراب.
وفي الالتفات
إلى الغيبة في قوله : «
يُطافُ عَلَيْهِمْ » بين الخطابين «
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ » و « أَنْتُمْ
فِيها خالِدُونَ » تفخيم لإكرامهم وإنعامهم أن ذلك بحيث ينبغي أن يذكر