responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 118

فليت لنا من ماء زمزم شربة

مبردة باتت على الطهيان [١]

وقوله : « يخلفون » أي يخلفون بني آدم ويكونون خلفاء لهم ، والمعنى : ولو نشاء أهلكناكم وجعلنا بدلكم ملائكة يسكنون الأرض ويعمرونها ويعبدون الله.

وفيه أنه لا يلائم النظم تلك الملاءمة.

قوله تعالى : « وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ » ضمير « إِنَّهُ » لعيسى عليه‌السلام والمراد بالعلم ما يعلم به ، والمعنى : وإن عيسى يعلم به الساعة في خلقه من غير أب وإحيائه الموتى فيعلم به أن الساعة ممكنة فلا تشكوا في الساعة ولا ترتابوا فيها البتة.

وقيل : المراد بكونه علما للساعة كونه من أشراطها ينزل على الأرض فيعلم به قرب الساعة.

وقيل : الضمير للقرآن وكونه علما للساعة كونه آخر الكتب المنزلة من السماء.

وفي الوجهين جميعا خفاء التفريع الذي في قوله : « فَلا تَمْتَرُنَّ بِها ».

وقوله : « وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ » قيل : هو من كلامه تعالى ، والمعنى : اتبعوا هداي أو شرعي أو رسولي ، وقيل : من كلام الرسول بأمر منه تعالى.

قوله تعالى : « وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ » الصد الصرف ، والباقي ظاهر.

قوله تعالى : « وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ » إلخ ، المراد بالبينات الآيات البينات من المعجزات ، وبالحكمة المعارف الإلهية من العقائد الحقة والأخلاق الفاضلة.

وقوله : « وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ » أي في حكمه من الحوادث والأفعال ، والذي يختلفون فيه وإن كان أعم من الاعتقادات التي يختلف في كونها حقة أو باطلة والحوادث والأفعال التي يختلف في مشروع حكمها لكن المناسب لسبق قوله : « قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ » أن يختص ما اختلفوا فيه بالحوادث والأفعال والله أعلم.


[١] الطهيان قلة الجبل ومعنى البيت : ليت لنا بدلا من ماء زمزم شربة من الماء مبردة بقيت ليلة على قلة الجبل.

نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 18  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست