بعد ما قص
عليهم قصة أصحاب القرية وما آل إليه أمرهم في الشرك وتكذيب الرسل ووبخهم على
الاستهانة بأمر الرسالة ، وأنذرهم بنزول العذاب عليهم كما نزل على المكذبين من
القرون الأولى ، وبأنهم جميعا محضرون للحساب والجزاء.
أورد آيات من
الخلق والتدبير تدل على ربوبيته وألوهيته تعالى وحده لا شريك له ثم وبخهم على ترك
النظر في آيات الوحدانية والمعاد والإعراض عنها والاستهزاء بالحق والإمساك عن
الإنفاق للفقراء والمساكين.
قوله تعالى : « وَآيَةٌ لَهُمُ
الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ
يَأْكُلُونَ » يذكر سبحانه في الآية واللتين بعدها آية من آيات الربوبية وهي تدبير أمر
أرزاق الناس وتغذيتهم من أثمار النبات من الحبوب والتمر والعنب وغيرها.
فقوله : « وَآيَةٌ لَهُمُ
الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها » وإن كان ظاهره أن الآية هي الأرض إلا أن الجملتين
توطئتان لقوله : «
وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا » إلخ ومسوقتان للإشارة إلى أن هذه الأغذية النباتية من آثار نفخ الحياة في
الأرض الميتة وتبديلها حبا وثمرا يأكلون من ذلك فالآية بنظر هي الأرض الميتة من
حيث ظهور هذه الخواص فيها وتمام تدبير أرزاق الناس بها.
وقوله : « وَأَخْرَجْنا مِنْها
حَبًّا » أي وأخرجنا
من الأرض بإنبات النبات حبا كالحنطة والشعير والأرز وسائر البقولات.
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 85