ثم تسجيل أن
الله لا يعجزه شيء وإنما يمهل من أمهله من هؤلاء الظالمين إلى أجل مسمى فإذا جاء
أجلهم جازاهم ما يستحقونه وبذلك تختتم السورة.
قوله تعالى : « هُوَ الَّذِي
جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ » إلخ.
الخلائف جمع خليفة ،
وكون الناس خلائف في الأرض هو قيام كل لاحق منهم مقام سابقه وسلطته على التصرف
والانتفاع منها كما كان السابق مسلطا عليه وهم إنما نالوا هذه الخلافة من جهة نوع
الخلقة وهو الخلقة من طريق النسل والولادة فإن هذا النوع من الخلقة يقسم المخلوق
إلى سلف وخلف.
فجعل الخلافة
الأرضية نوع من التدبير مشوب بالخلق غير منفك عنه ولذلك استدل به على توحده تعالى
في ربوبيته لأنه مختص به تعالى لا مجال لدعواه لغيره.
فقوله : « هُوَ الَّذِي
جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ » حجة على توحده تعالى في ربوبيته
نام کتاب : الميزان في تفسير القرآن نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 17 صفحه : 52